الوكيل- أكد سائقون يعملون على نقل الحاويات من العقبة إلى محافظات مختلفة بالمملكة، أن ساحات انتظار الشاحنات في العقبة مليئة ومكتظة بمئات الشاحنات بسبب الإضرابات المتقطعة التي ينفذها العاملون في ميناء الحاويات من أجل الضغط على إدارة الشركة بتنفيذ مطالب عمالية.
وتسببت الإضرابات المتقطعة بحسب سائقي شاحنات بأزمة خانقة وتكدس مئات السيارات والشاحنات في ساحات الانتظار وأمام بوابة ميناء الحاويات.
وأضاف السائقون أن الميناء يشهد حالة من الفوضى خلال الفترة الحالية وتكدسا للشاحنات بسبب ساعات الإضراب الطويلة التي يقوم بها عمال الميناء لتحقيق مطالبهم.
وبين السائقون أن الإضراب الحاصل يهدد سمعة ميناء العقبة من جهة ويكبد التجار والسائقين خسائر كبيرة من جهة أخرى.
وطالب هؤلاء وزارة النقل بالتدخل السريع والفوري لحل المشكلة التي باتت ظاهرة يتحكم بها العمال ويدفع ثمنها التجار والسائقون.
ويقوم عمال الميناء منذ أكثر من أسبوع وبشكل يومي بما يعرف بـ’go slow’؛ إذ يتم التوقف عن العمل لساعة أو ساعتين وتأخير الإنتاجية، الأمر الذي يعزز المخاوف من تفاقم الأزمة خلال الأيام المقبلة ومن تأثيرها على سمعة الميناء وتنافسيته مع الموانئ الأخرى لاسيما مع تكرار الإضرابات.
وقال السائق محمد البشابشة إن سائقي الشاحنات باتوا ينتظرون أياما في ساحات الانتظار للدخول إلى ميناء حاويات العقبة بسبب الإضرابات المتقطعة والتي ينفذها العديد من عمال ميناء الحاويات مما يتسبب بمعاناة شديدة لسائقي الشاحنات تحت أشعة الشمس اللاهية بالعقبة.
وأضاف البشابشة أن الإضراب الذي يقوم به العمال في ميناء العقبة أدى إلى تكديس أكثر من 500 شاحنة في الميناء لافتا إلى أن نسبة الإنجاز الحالية في الميناء لا تتعدى 10 %.
وقال أن التأخير الحاصل في الميناء والإضرابات العديدة تسيء إلى سمعة الأردن اقتصاديا بشكل عام.
وأكد البشابشة أن سائقي الشاحنات يتعرضون لمعاناة شديدة من قبل شركة ميناء الحاويات، مناشدا كافة المسؤولين في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بضرورة إيجاد حل سريع لأزمة تكدس الشاحنات في ميناء العقبة؛ نتيجة الإضرابات المتقطعة التي ينفذها عمال ميناء الحاويات.
ويطالب العاملون بالشركة براتب الخامس عشر، وتعديل نظام الشفتات للموظفين ليكون أكثر أريحية ولا يتسبب بالإرهاق للعمال، حيث يتهم العمال في الشركة المسؤولين في العقبة بالتنصل من التفاهمات والاتفاقيات السابقة التي كانوا قد وعدوا بها قبل شهر لتعليق الإضراب.
وحمل السائقون مسؤولية التأخير إلى موظفي الميناء، والذين يعملون ساعات دوام أقل من الساعات المحددة، مشيرين إلى أثر ذلك في تكدس الشاحنات في الساحات التي تشهد فترات انتظار طويلة خاصة هذه الأيام والتي تتميز بدرجات حرارة مرتفعة تصل إلى درجة حرارة 48 مئوية.
وأكدت وزيرة النقل، لينا شبيب، أن سلطة العقبة الاقتصادية الجهة المعنية باتخاذ الإجراءات بخصوص الإضراب المتقطع في ميناء العقبة.
وبينت شبيب أن وزارة النقل تتابع عبر اتصالاتها مع السلطة آخر المستجدات بخصوص حل الأزمة الحاصلة في الميناء.
وبينت شبيب أن الوزارة بصدد عقد اجتماع مع سلطة العقبة الاقتصادية ووزارة العمل لحل مشكلة العاملين في الميناء من خلال اتخاذ خطط بديلة في حال استمر الإضراب المتقطع. وأكدت شبيب حرص الوزارة على سلامة النقل في المملكة باعتباره بوابة الأردن التجارية.
وقال صاحب شاحنة محمد النعيمات، إن هنالك تأخيرا واضحا في عملية تحميل الشاحنات التي تمكث في بعض الأحيان لأيام، وذلك حسب مزاجية ونشاط الموظف في ذلك اليوم، مؤكداً أن أصحاب الشاحنات ينتظرون لساعات طويلة.
ويلقي مسؤولية التأخير على موظفي ميناء الحاويات ‘الذين يعملون بمزاجية، ولا يقومون بأداء مهامهم، فضلا عن استغراقهم وقتا طويلا لحين تبديل الورديات’.
وأكدت مصادر عمالية مطلعة داخل ميناء حاويات العقبة أن عملية المناولة والإنتاج انخفضت بنسبة 40 %؛ بسبب الإضرابات المتقطعة التي ينفذها العمال بين الحين والآخر؛ للمطالبة بتحسين ظروف عملهم.
وأشارت تلك المصادر إلى أن الميناء يعمل حاليا بأقل طاقة إنتاجية، وسط تحذيرات بتفاقم الأزمة خلال الأيام المقبلة.
ويتسبب الإضراب المتقطع الذي ينفذه عمال الموانئ بتكدس الآلاف البضائع، بالإضافة إلى تكدس المئات من الشاحنات في ساحة 4 ومنطقة الراشدية، وهو ما ينعكس سلبا على الاقتصاد الوطني.
وقال سائق شاحنة تعمل على خط عمان العقبة، عيسى عبد الدائم، أن عمال الميناء يقومون بإضراب متقطع، الأمر الذي حتم على سائقي الشاحنات المكوث أياما عديدة في الميناء.
وبين عيسى أن الإضراب الحق بالسائقين خسائر عديدة، لافتا إلى أن الإكرامية التي يحصل عليها السائق تنفق في الميناء جراء التأخير الحاصل.
وأكد سائق شاحنة تعمل على خط عمان – العقبة، عوني جرادات، سوء الأوضاع الحاصلة في ميناء العقبة والإضراب الحاصل والذي انعكس على تكدس مئات الشاحنات في بوابات الميناء.
وبين عيسى أن عمال الميناء يطالبون بمطالب شخصية على حساب تعطيل الآخرين وتكبيدهم خسائر.
وأشار عيسى إلى أن السائق يحصل على إكرامية لاتتعدى 40 دينار جراء نقل البضائع من عمان أو المحافظات إلى العقبة إلا أنه لا يستفيد من تلك الإكرامية في حال مكوثه أياما عديدة في الميناء؛ إذ يضطر لإنفاق الإكرامية على الأكل والشرب.
من جهته، أكد نقيب أصحاب الشاحنات، محمد خير الداوود في تصريح صحفي سابق لـ’الغد’ أن الإضراب الجزئي الذي ينفذه عمال ميناء حاويات العقبة كبد قطاع النقل خسائر تزيد على 10 ملايين دينار.
وأضاف الداوود أن بطء الإجراءات المتعمد في ميناء الحاويات من قبل العاملين بالميناء أضر بالعديد من القطاعات على رأسها قطاع النقل، مشيراً إلى أن موظفي وعمال الشركة يتعمدون تكبد القطاعات الأخرى خسائر تقدر بعشرات الملايين بهدف تحقيق مطالبهم العمالية على حساب مصلحة الوطن واقتصاده، لا سيما مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك.(الغد)
سائقون: إضراب العمال بميناء العقبة يتسبب بأزمة خانقة وفوضى