الوكيل – علمت العرب اليوم أن مسؤولين بارزين في سفارات الدول العظمى، وتحديدا بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا طرحوا خلال الساعات القليلة الماضية عشرات الأسئلة والاستفسارات على وزارة الخارجية، بحثا عن «معلومات» توضح خلفيات القرار الأردني المفاجئ بطرد السفير السوري.عملية البحث تثبت أن القرار «سيادي» ولا تعلم به سفارات الدول الكبرى، ولم يتخذ بالتنسيق مع أية جهة عربية أو إقليمية أو دولية، ولا علاقة له إلا بمسألة التصرفات «الشخصية» غير اللائقة للسفير المغادر، كما أوضح وزير شؤون الإتصال الناطق الرسمي الدكتور محمد المومني.وكان السفير السوري المغادر بهجت سليمان، وقبل قرار طرده، قدم خلال الفترة الماضية إغراءات مهولة للسوريين في الأردن، حتى يثبت لبلاده أنه يقوم بعمله على أتم وجه، بدأها بتسهيل التسجيل والمعاملات الرسمية، ولم ينهها بالمظلات الفخمة والمرطبات التي توزّع على المراجعين «مجانا».وربط سليمان كل معاملات المراجعين لسفارته بالتسجيل في الانتخابات، الأمر الذي غدا شرطا مسبقا لتمديد الاقامة او جواز السفر وغيرهما، وكجزء من النظام باتت معاملة «اعادة التسجيل في إحصاء الأنفس» لديه، تتطلب مراجعة معظم السوريين لسفارات بلادهم.وكان النظام السوري قد جمّد ما يسمى في سورية «إحصاء الأنفس» خلال العامين الماضيين، الأمر الذي عاد اليوم يطالب مواطنيه بالمراجعة لاعادة تفعيله لغايات الانتخاب.إلى جانب ذلك، فقد كانت رؤية سليمان تقول إن ما يمنع السوريين من التسجيل والاقتراع هو الضغط الموجود في مبنى السفارة ذاته، واضطرار المراجعين لانتظار ساعات طوال، فأمر بشراء مظلات بيضاء باهظة الثمن – يلحظها كل من يمرّ من جوار السفارة – وبات على باب السفارة موزعون للمرطبات مجانا على مراجعيها.اجراءات سليمان، التي كان من المخطط لها أن تضغط على السوريين للتسجيل لم تستقطب نصف سوريي الأردن حسب مصادر «العرب اليوم» والتي أكدت أنهم (أي السوريين) لم يتجاوزوا في عددهم 35 ألف مسجل، في الوقت الذي يوجد فيه أكثر من مليون سوري على الأراضي الأردنية.جهود سليمان في ضوء المستجدات قد تذهب هباء، إذ تم تحديد موعد الاقتراع الأربعاء، بينما لا ترتيب معدّ مسبقا ومعلن عنه للاقتراع من عمان برغم الإعلان الصادر عن السفارة السورية، الذي يدعو المواطنين لإكمال مشاركتهم في عملية الإنتخابات الرئاسية.العرب اليوم
سفارات الغرب تستفسر عن سبب قرار الأردن المفاجئ