استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال لكم: والله أكتب وقلبي يعتصر من الندم، أنا فعلت ذنبين، والذنبان: واحد منهم مقصود، والثاني بلا قصد.
الذنب الأول: لي ابنة خالة متزوجة، وحصل بينها وبين زوجها مشاكل كثيرة أدت هذه المشاكل إلى أنها لجأت إلى المحكمة، وطلب القاضي شاهدًا على الوقائع، فطلبت مني خالتي أن أشهد أمام القاضي أن زوج ابنتها فيه كذا وكذا -وأنا لم أشاهد بعيني، وإنما سمعت المشاكل من خالتي وزوجها وأمي، ونحن فقراء ومساكين، نسكن في بيت ورثة، وخالتي لها نصيب في البيت- فذهبت للشهادة؛ لأني خفت أن تقوم ببيع حصتها في البيت، ثم تقوم بطردنا منه، ونحن فقراء ليس لدينا مال نشتري أو نسكن، فذهبت وحلفت بالله العظيم أن أقول الحق، حلفت وشهدت شهادة زور؛ لأني خائف من طردنا من البيت.
السؤال: كيف التوبة من هذا الذنب؟ علمًا أني لا أستطيع أن أقابل الرجل الذي شهدت ضده؛ ليسامحني خوفًا من خالتي التي سوف تغضب وتبيع حصتها في البيت، فماذا أفعل؟.
الذنب الثاني: أنا لي صديق، وهذا الصديق يتعامل مع جهات أمنية، مرشد يرشد عن ناس؛ ليتم القبض عليهم، فجاء فسألني عن ناس؛ فقلت له اسم شاب كان يعمل ضد نظام الدولة؛ فتم القبض عليه وأنا لا أعرف إلا عندما سألت هذا الشخص: لماذا تسأل عن فلان؟ فقال: سيتم القبض عليه، فاستحلفته بالله ألا يبلغ عنه، فقال لي: لن أبلغ، وقام بالتبليغ من دون أن أعرف. هل عليّ ذنب لهذا الشخص؟
وشكرًا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هيثم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر الاهتمام والتواصل والسؤال، ونحيي فيك النفس اللوامة التي حملتك على الحزن على تلك الأقوال والأفعال، فعجل بالتوبة للكبير المتعال، وتعوذ بالله من شر ما قمت به من الزور، والمشاركة لأهل الظلم والضلال، ونسأل الله أن يتوب عليك، وأن يعوض من ظلمتهم وأن يرضيهم في يوم لا ينفع فيه بيع ولاخلال، ولا تغني فيه عمة ولا خال.
لا شك أن الذي حصل جرم كبير، ولكن الرب عفو قدير، فعجل بالتوبة النصوح، واعلم أن الله تواب رحيم يتوب ويرحم، لكن حقوق العباد هي موطن الإشكال، وهي تقوم على المشاحاة فإن استطعت أن تصلح ما أفسدت أو تطلب عفو من ظلمتهم أو تسببت في ضياع حقوقهم فبها ونعمت، وإن كان في ذلك حرج أو تخاف أن تكبر المشكلات؛ فعليك بالاستغفار لهم، والإكثار من الدعاء لهم، والصدقات.
وأرجو أن تنصح للصديق الذي يتعامل مع جهات تظلم الناس أو تأخذهم بالشبهات؛ لأن النصح له واجب، وإن كان ولا بد فعليه أن يخبر بما فيه مخالفات شرعية، أما أن يتسلط على الأبرياء، أو يبلغ في الناس دون تثبت؛ فويل للظالمين ولمن ركن إليهم أوعاونهم {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}
وإذا استطعت أن تنصح للخالة ولابنتها ولو عن طريق الوالدة، لأن في معاونتها على الظلم ضرر لها في الدنيا والآخرة، ومن صلة الرحم النصح لهم، ومعاونتهم على البر والتقوى، وليس على الإثم والظلم والعدوان.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والثبات على التوبة وتجديدها كلما ذكرك الشيطان، وكن عونًا لمن يريد الخير، وأكثر من الحسنات الماحية؛ فإنهن يذهبن السيئات، ونسأل الله أن يرفع الظلم وأن يرد الظالمين إلى الحق قبل أن يحيق بهم مكر الله وانتقامه.
نشكر لك هذا التواصل، ونسعد بالاستمرار، ونسأل الله لك التوفيق للخير وصحبة الأخيار، وأملنا في العظيم الكريم أن يجمعنا جميعًا مع نبينا المختار، وأن يرحم كل من له حق علينا، وأن يحقق في بلداننا العدل والاستقرار.
منقووووووووووول