الوكيل – انور الزيادات – نخشى ان يكون الجوع هو القاتل الوحيد في المشهد؛ بعد ان اصبحت النِعّم لا تقدر واصبح رمي الخبز في الحاويات عادة .
في قرانا وبوادينا وحوارينا هناك من يترنحون علي شظايا الجوع ويتشاركون الحاجة ويعتصر الالم معدهم وقلوبهم , فاليد قصيره والعين بصيرة.
مشاهد الخبز في الحاويات وما لذ وطاب من المأكولات اصبح يستفزنا ويستفز بشكل اكبر جوعى المعد لا النفوس على امتداد الوطن.
عندما تتسع عيوننا لنرى المشهد اكثر وعلى اتساع اكبر ونستعرض التاريخ القريب لبعض دولنا العربية نرى ما ذا حل بمن لم يحافظ على النعم .
فهل رمي الخبز سياسة وإذا كان سياسة، فأين سيكون الأردن من موضوع الخبز وهدر الخبز على اشده وهناك من لا يفكر الا بنفسه .
نعم الجوع كافر ولكن من يستسهل رمي الخبز في القمامة هو اشد كفرا ..وظلما لجميع ابناء جلدته ووطنه .
فالحكومة انفقت أكثر من 200 مليون دينار على دعم الطحين من أجل الإبقاء على سعر الكيلوغرام الواحد من الخبز عند 16 قرشاً وهذا الدعم هو من جيوب جميع المواطنين لكن البعض يذهب بهذا الدعم الى الحاويات.
وتشير التقديرات الى ان الاردنيون يستهلكون 8 ملايين رغيف من الخبز ، بمعدل يقارب 90 كيلوغراماً من الخبز للفرد الواحد سنوياً.
اليوم لا يمكن أن تكون أي مناقشة لدعم الخبز كاملة من دون الإشارة إلى الطبيعة الشاملة للدعم، حيث لا تميز سياسته بين الأجانب واللاجئين والمواطنين، وبين غني وفقير .
عندما نرى الخبز في الحاويات لا نستطيع القول إلا ‘لا حول ولا قوة الا بالله ‘ ونتمى دوام النِعّم بالمحافظة عليها قبل ان نندم يوم لا ينفع الندم.. فهناك على هذه الارض من يموت من الجوع.