الوكيل – علي عبيدات – عششت في ذاكرة الأردنيين صور قديمة لمشاهد ولمناسبات لا تنسى، كأعراس الأخوة الكبار واحتفالات القرية وفزعّة الناس وتلاحمهم في مواسم الحصاد والقطاف والبذّار والأعراس.
من جماليات الماضي وصوره التي لا تمحى من الذاكرة، ‘كراسي القش ‘ التي كانت تعني للجالس عليها أنه أهم المسؤولين، فهي أجمل من الكراسي العملاقة في الوزارات والإدارات والمناصب العليا، فمن يجلس على هذه المقاعد لا يأبه لشيء ولا يخاف على شيء.
كانت ‘كراسي القش’ حاضرة على أبواب الدكاكين القديمة عندما كان أباؤنا واجدادنا يجلسون هناك للعب المنقلة أو البرسيسة أو ورق الشدة وبعضهم الشطرنج، وكان الشبان يجلسون على أبواب هذه الدكاكين لشرب المشروبات الغازية (القنانية الزجاجية) وبعضهم كان يشرب التبغ سراً ويلجأ للدكان ليهرب من رقابة أهله، وكانت ‘كراسي القش’ شاهدة على كل هذه التفاصيل.
تصنع هذه المقاعد من القش وبعضها يدعم بالقصب ويكون أثمن لكن الجالس عليها يشعر بأنه يجلس على ريش النعام لأن زمن هذه الكراسي كان زمناً سهلاً طيباً ومليئاً بالنوايا الصافية وطيبة القلب.