ينظر كثير من سكان دول المنطقة المضطربة، كالعراق وسوريا وليبيا واليمن، باستغراب من غضب المعارضة الكويتية الذي أعقب تفريق السلطات الأمنية لتجمعهم في ساحة الإرادة وسط العاصمة الكويت مساء الاثنين الماضي.
ويبدو واضحاً من خلال تدويناتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الوصول إلى الحالة الكويتية أشبه بحلم، حيث تعيش تلك البلدان حروب أهلية رهيبة منذ أن نزل مواطنوها إلى الشوارع للمطالبة بالتغيير والإصلاح ضمن موجة الربيع العربي التي ضربت بقوة في المنطقة.
وتسبب التعامل الأمني واستخدام القوة بشتى أنواعها في مواجهة تلك الاحتجاجات في دخول عدة دول عربية بحروب طاحنة دمرت البنية التحتية وخلفت مئات آلاف القتلى والجرحى وملايين النازحين، ومستقبل مظلم لتلك البلدان.
وتفاعل عدد من النشطاء والمدونين العرب على مواقع التواصل الاجتماعي مع نزول مئات من أنصار المعارضة الكويتية إلى الشارع للمطالبة برحيل الحكومة وحل مجلس الأمة ومطالب داخلية أخرى بينها مكافحة الفساد في القطاع العام.
لكنهم لم يتفقوا مع اللهجة القوية التي يكتب بها أنصار المعارضة الكويتية ضد حكومتهم وضد السلطات الأمنية التي فرقت الاحتجاج واعتقلت نحو عشرة أشخاص مشاركين في التجمع، لابل دعوهم إلى الالتزام أكثر بالقانون الذي يتيح لهم مالا يتاح في عشرات الدول العربية.
وبدا الكويتيون المؤيدون لتيارات المعارضة النشطة في البلاد غير راضين عن تعامل السلطات الأمنية معهم خلال تجمعهم بساحة الإرادة الذي تم من دون الحصول على ترخيص، كما أصدرت أغلب تيارات المعارضة بيانات غاضبة من ذلك التعامل.
ويقول عدد من المدونين العرب الذي علقوا على تجمع المعارضة الكويتية مساء الاثنين، إن الحالة الكويتية تشكل حلم لشعوب كثيرة لايسمح لمواطنيها بنقد وزير أو مسؤول حكومي، بينما ينتقد بعض المعارضين الكويتيين أمير البلاد شخصياً.
وفي البلد الخليجي الذي يعيش فيه أربعة مليون نسمة بينهم 1.2 مليون كويتي، برلمان منتخب وصحافة نشطة لاتعرف الخطوط الحمراء، فيما يسمح لتيارات المعارضة الدينية والعلمانية بممارسة نشاطها العلني.
