الوكيل – واصل جلالة الملك عبدالله الثاني أمس، لقاءاته في العاصمة الأميركية واشنطن، مع رؤساء وأبرز أعضاء لجان مجلسي الشيوخ والنواب، وبحث معهم علاقات التعاون بين الأردن والولايات المتحدة، وآفاق تطويرها، إضافة إلى أبرز القضايا الإقليمية والدولية.
فقد بحث جلالته مع قيادات مجلس الشيوخ في الكونجرس الأميركي، برئاسة زعيم الأغلبية، السيناتور هاري ريد، ورئيس لجنة المخصصات الفرعية للعمليات الخارجية في مجلس الشيوخ باتريك ليهي وأعضاء اللجنة، ورئيسة لجنة المخصصات الفرعية للعمليات الخارجية في مجلس النواب في الكونجرس كاي جرانجر، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ روبرت مينانديز العلاقات الثنائية الاستراتيجية، والتي يسعى البلدان إلى تعزيزها خدمة للمصالح المشتركة.
وجرى تناول موضوع ضمانات القروض الأميركية للأردن، ومذكرة التفاهم الثنائية، وسبل الدعم الأميركي للمشروعات التنموية في المملكة، خصوصا في قطاعي المياه والطاقة.
وتناولت لقاءات الملك كذلك التطورات التي يشهدها الشرق الأوسط، خصوصا الجهود الإقليمية والدولية لمحاربة الإرهاب والتصدي للتطرف، ومساعي استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقا لحل الدولتين، وسبل دعم مصر، ومستجدات الأزمة السورية، والوضع في العراق.
وأشار جلالته إلى جهود الأردن في تأطير التعاون العربي الإسلامي، على المستوى الإقليمي لتعزيز أمن واستقرار الشرق الأوسط، إضافة إلى الحلول اللازمة لمواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة حاليا، خصوصا مكافحة الإرهاب والتطرف.
كما تناول جلالته مساعي الأردن لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفق حل الدولتين، والدور الذي تقوم به المملكة في هذا المجال من خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن.
وأشار جلالة الملك إلى الوضع الحالي في القدس، والهدوء الذي جاء نتيجة الجهود الأردنية، لاحتواء فتيل الأزمة أخيرا، وفتح المسجد الأقصى لأبوابه أمام المصلين الفلسطينيين.
ولفت جلالته، خلال اللقاءات، إلى أهمية دعم مصر لتجاوز التحديات التي تواجهها، وتمكينها من القيام بدورها المهم والمحوري في المنطقة.
وتطرق جلالته إلى مستجدات الأزمة السورية، وضرورة إيجاد حل شامل ينهي معاناة الشعب السوري، وجهود الأردن في دعم تعزيز أمن واستقرار العراق.
بدورهم، أكد رؤساء وأعضاء اللجان، التي التقاها جلالة الملك، الحرص على تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، بما يمكن المملكة من تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب دعم مساعي الأردن في التصدي للإرهاب والتطرف، والتوصل إلى سلام شامل يضمن الاستقرار والتقدم لشعوب ودول المنطقة.
وحضر اللقاءات سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، ومستشار جلالة الملك مقرر مجلس السياسات الوطني، والسفيرة الأردنية في واشنطن.
وقال رئيس لجنة المخصصات الفرعية للعمليات الخارجية في مجلس الشيوخ في الكونجرس الأميركي باتريك ليهي، في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) ‘نقدر عاليا جهود جلالة الملك التي يبذلها لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. جلالته من أقرب الأصدقاء للولايات المتحدة ولدينا مع الأردن علاقات قوية وتاريخية’.
وأضاف أن مجلس الشيوخ يدرك الأعباء التي يتحملها الأردن نتيجة استضافة اللاجئين السوريين، ‘وعليه فمن المهم ليس فقط بالنسبة للولايات المتحدة، بل لباقي دول العالم مساعدة الأردن ماليا، للقيام بواجباته لرعاية وإغاثة اللاجئين السوريين’.
وقالت رئيسة لجنة المخصصات الفرعية للعمليات الخارجية في مجلس النواب في الكونجرس الأميركي كاي جرانجر، ‘جلالة الملك يطلعنا دائما على ما يجري في المنطقة. علاقاتنا مع الأردن وثيقة للغاية، والإدارة الأميركية تحرص على التواصل الدائم مع جلالته’.
وبينت ‘أن موضوع اللاجئين السوريين كان في صلب الموضوعات، التي تناولناها مع جلالة الملك، واطلعنا على الأعباء التي فرضها اللجوء السوري اقتصاديا واجتماعيا على الأردن، والاستنزاف الكبير لموارده المحدودة’، لافتة إلى أن الولايات المتحدة، قدمت مساعدات للأردن على شكل ضمانات قروض لتمكين المملكة، من تقديم الخدمات الأساسية والإغاثية للاجئين.
بدوره، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ روبرت مينانديز ‘جلالة الملك ضيف مرحب به جدا في الكونجرس الأميركي، ولديه فهم وإدراك عميقان لما يجري في الشرق الأوسط’.
وأضاف أن اللقاء مع جلالة الملك تناول العلاقات والروابط المشتركة بين البلدين، والدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للأردن والتحديات المشتركة خصوصا في مواجهة المنظمات المتطرفة والإرهابية، إلى جانب تحدي استضافة اللاجئين السوريين في المملكة.
ولفت في هذا الصدد إلى ضرورة مواصلة مساعدة الأردن في تحمل الأعباء الإضافية التي ترتبت على عملية اللجوء السوري.
وردا على سؤال، قال مينانديز إن جلالة الملك يلعب دورا قياديا وحاسما في المنطقة، خصوصا في تأكيده أن للدول التي تشارك في التحالف ضد الحركات الإرهابية مصلحة مشتركة. وأضاف ‘أعتقد أن جلالة الملك يقوم بدور حيوي، وأعضاء الكونجرس يتطلعون دوما لسماع وجهة نظر جلالته كونه يمثل خبرة معرفية تساعدنا على تشكيل رأينا وسياساتنا تجاه ما يجري في المنطقة’.