انقسمت حركة طالبان الباكستانية إلى مجموعتين تحت وطأة خلافهما حول التفاوض مع الحكومة لتحقيق تسوية تنهي العنف الذي يضرب البلاد منذ عدة أكثر من 10 سنوات. وحدث الانقسام المعلن عنه الأربعاء (28 مايو 2024) بين مجموعتين متناحرتين من قبيلة محسود القوية التي تمد طالبان بمعظم التمويل والمقاتلين من قاعدتها في منطقة وزيرستان الجنوبية. وتؤيد المجموعة المنشقة إجراء محادثات سلام مع الحكومة، بينما أعلنت المجموعة الرئيسة أنها ستواصل الهجمات على أهداف حكومية وأمنية، وفق ما نشرته "رويترز". وقال عزام طارق، المتحدث باسم الفصيل المنشق، إن قيادة طالبان الحالية ومقاتليها "أصبحوا مجموعة من القتلة المأجورين الضالعين في أنشطة تنافي الإسلام، مثل القتل والسطو والابتزاز والخطف للحصول على فدى". ولم يتسن لرويترز الحصول على تعليق فوري من قيادة طالبان. وحركة طالبان الباكستانية، المتحالفة مع حركة طالبان الأفغانية الأم، هي عبارة عن اتحاد فضفاض من جماعات تتكرر الاشتباكات فيما بينها. ويضعف الانقسام الأخير الآمال في أن تصل الحكومة إلى اتفاق سلام عن طريق التفاوض مع طالبان. وكان جميع قادة طالبان الباكستانية من قبيلة محسود باستثناء زعيمها الحالي الذي تولى قيادتها العام الماضي. وقالت قيادات من الحركة إن إحدى المجموعتين يقودها خان سعيد المؤيد لمحادثات السلام مع حكومة رئيس الوزراء نواز شريف. أما منافسه شهريار محسود فإنه يعارض المحادثات التي بدأت في فبراير الماضي، وقال أحد قادته إن الهجمات على الحكومة ستستمر. ووجه زعماء طالبان الأفغانية والباكستانية سلسلة من المناشدات من أجل الوحدة في الأسابيع القليلة الماضية بعد اشتباكات بين قادة متناحرين أسفرت عن مقتل عشرات من عناصر طالبان. وقال قادة كبار في حركتي طالبان الأفغانية والباكستانية اليوم الأربعاء إنهم دعوا إلى عقد اجتماع لمجلس القيادة لبحث الانقسام الأخير.
"طالبان" الباكستانية تنشطر إلى مجموعتين متناحرتين