استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم.
لدي طفل ذكر عمره ثلاثة أشهر، أصيب بتشنجات مدة دقيقتين وكان مصابا بالتهاب بالحلق، وعندما ذهبت للمستوصف أجريت كل الفحوصات والتخطيط وخزعة نخاع الشوكي -والحمد لله- سليمة، ومن ثم عادت التشنجات مرة أخرى، لتصبح ثلاث مرات في نفس اليوم، وبعد ذلك تنوم بالمستشفى لمدة أسبوع ولم تعد له التشنجات، صرف له الطبيب علاج فييوبار وأخبروني أنه مصاب بالصرع، وعندها ذهلت وفجعت، وأنا خائفة جدا، طمأنوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الطفل أصيب بتشنجات حرارية في عمر ثلاثة أشهر، وهذا ما استلزم استبعاد وجود التهاب سحائي (التهاب أغشية المخ) وذلك بإجراء أخذ عينة من السائل ما حول النخاع الشوكي لاستبعاد وجود التهاب، وحسب كلام السائل فقد تم استبعاد ذلك حيث ظهر الفحص طبيعي، أيضا تم عمل تخطيط كهربائي للمخ، تلك الإجراءات الطبية إجراءات سليمة ونظراً لتكرار التشنجات في نفس اليوم وحدوثها ثلاث مرات كان الرأي بالبدء في العلاج الدوائي وهو إجراء مقبول جداً، التشنجات الحرارية يعتمد تقييمها على عدة عوامل:
1- مدة التشنج قصيرة أم أطول من خمس عشرة دقيقة؟
2- درجة الحرارة التي يحدث عندها التشنج فوق 39 درجة مئوية أم أقل؟
3- العمر الذي بدأت فيه التشنجات قبل ستة شهور أو بعد ست سنوات؟
4- عند عمل تخطيط لكهرباء المخ ما بين نوبات التشنج، هل يوجد موجات كهربائية غير طبيعية أم لا؟
تبعا لما ذكر سلفاً يتم تصنيف التشنجات الحرارية إلى نوعين:
الأول: بسيط ولا يستلزم علاجاً ما بين نوبات التشنج، وغالباً ما يختفي مع التقدم في العمر ولا يترك آثاراً سلبية على الطفل.
النوع الثاني: المركب والذي يكون فيه هناك مشكلة تستلزم العلاج المثبط للتشنجات، والذي يجب أن يستمر لمدة بلا تشنج تتخطى العامين، ويستلزم المتابعة والانتظام في العلاج.
الطفل أصيب بثلاث نوبات في يوم واحد وعند عمر صغير ثلاثة أشهر لذا من الأفضل الاستمرار في العلاج مع المتابعة المنتظمة من قبل طبيب الأمراض العصبية عند الأطفال ومتابعة تركيز الدواء المستخدم في الدم وإعادة التخطيط الكهربائي للمخ بعيدا عن يوم حدوث النوبات، وتعليم الأم ماذا تفعل مع الطفل في حالة حدوث التشنج العصبي -لا قدر الله-.
بخصوص الخصية المعلقة: يجب فحص الطفل من قبل اختصاصي في جراحة الأطفال للتأكد من وجود الخصية أم أنها معلقة بالبطن، وإن كانت كذلك يتم عمل أشعة موجات صوتية أو مقطعية للكشف عن مكان الخصية، ومن ثم تحديد موعد للجراحة لتصحيح مكان الخصية قبل أن يتم الطفل عمر سنة.
هذا والله الموفق.
—————————————————————-
انتهت إجابة الدكتور (حاتم حمدي الكاتب) استشاري طب الأطفال.
تليها إجابة الدكتور (محمد عبدالعليم) استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان:
نسأل -الله تعالى- لابنك الصحة والعافية، أنتِ اتخذت الإجراء الصحيح، ذهبت بابنك للطبيب حين حدثت له هذه التشنجات وقام الطبيب بالإجراءات الصحيحة، من فحصٍ وتخطيط للدماغ، وكذلك أخذ عينة للسائل النخاعي، وهذه هي الإجراءات المطلوبة في مثل هذه الحالات، وأرجو ألا تنزعجي لكلمة (الصرع)، التشنجات المتكررة تدل على وجود نشاط صرعي، قد يكون مؤقتًا، قد يكون صرعًا مستوفيًا للشروط التشخيصية المعروفة للصرع، والمهم في نهاية الأمر أن العلاج ممكن.
أيتها الفاضلة الكريمة: أهم شيء في علاج هذه الحالات هو التدخل الطبي المبكر، وأنت قد قمت بهذا، والنصيحة الأخرى هي الالتزام القاطع بإعطائه الدواء الذي وصفه الطبيب، وهذا الدواء معروف، وأنه مفيد جدًّا في مثل عمر طفلك، جرعة الدواء يجب الالتزام القاطع بها، تُعطى في وقتها، وبالجرعة الموصوفة، والتي دائمًا تُحسب حسب وزن الطفل.
الأمر الآخر والمهم جدًّا هو المتابعة مع الطبيب، وأفضل طبيب يقدم العناية الكاملة لابنك هو طبيب الأطفال المختص في الأعصاب، -والحمد لله تعالى- المملكة العربية السعودية بها أطباء مختصون ومتميزون.
من الناحية التربوية أرجو أن يعامل الطفل معاملة عادية، وأن يُساعد على تطوير مقدراته ومهاراته، وألا يكون هنالك نوع من الحماية المطلقة له؛ لأن ذلك لن يساعده تربويًّا، أهم شيء أن يُعطى الدواء في وقته، وفي حالة حدوث نزلات برد أو ارتفاع في درجة الحرارة، هذا يجب علاجه وتداركه من خلال إعطاء الأدوية الخافضة للحرارة، ومشاورة الطبيب المختص إذا استمرت ارتفاع الحرارة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
منقووووووووووول