عسل السرة وصفة شعبية مثيرة تغزو الأسواق

أثارت وصفة شعبية تستخدم في علاج بعض الأمراض الجدل حول جدواها، وفاعليتها، ومأمونيتها، واتفاقها مع الاشتراطات الصحية.
في الوقت نفسه شككت اختصاصية في الباطنية في جدوى هذه الوصفة، مشيرة إلى أن تعافي من استخدمها ربما جاء على سبيل الصدفة، أو للعامل النفسي، مشيرة إلى ثقافة الهروب من العلاج بالوصفات.
الوصفة التي انتشر استخدامها وفقا لصحيفة الوطن على نطاق واسع في الكثير من مدن المملكة، ومن بينها المدينة المنورة، تنص على وضع نوع خاص من العسل ممزوجا بملعقة زنجبيل على “السرة”، ويزعم مروجو هذه الطريقة أنها تعالج أمراض القولون، والبطن، وارتفاع السكري، وضغط الدم، والإمساك المزمن، والصداع، وآلام الربو، وضيق التنفس.
الوصفة وما رافقها من حكايات دفعت محلات بيع العسل لاستغلال الأمر، والترويج لمنتجاتها، في نفس الوقت انتهز العطارون الفرصة، بتوفير كميات عسل مصفى ممزوج بالزنجبيل، وبيعه تحت مسمى “عسل السرة”، وتحقيق مبيعات كبيرة من وراء ذلك، إلا أن بعض المشترين يفضل شراء العسل خالصا، ومزجه بالزنجبيل في المنزل.
كذلك دخلت على الخط بعض الصيدليات التي استفادت من بيع أدوات تستخدم في تنفيذ الوصفة، يقول أكرم الوردان “صيدلي في أحد القطاعات الخاصة” إن “الفترة الماضية شهدت إقبالا على طلب ملصق طبي خاص بالسرة، وذلك من قبل فئات عمرية مختلفة، إضافة إلى السؤال المستمر عن نوع معين من العسل”، مشيرا إلى أنه باع في الفترة الأخيرة كميات كبيرة من الملصقات من قبل زبائن يرغبون في تجربة وصفة عسل السرة.
ويؤيد الأخصائي في الإبر الصينية ماهر صيدم، هذه الوصفة، ويقول “إنها إحدى الطرق العلاجية الصينية القديمة، وهي تستند إلى أن السرة مرتبطة بجسم الإنسان مباشرة، وهناك ما يصلها بالدماغ، وباقي الجسم، ويعمل العسل الممزوج بالزنجبيل عند وضعه عليها على علاج عدد من الأمراض، وذلك من خلال تسربه عن طريق السرة لجميع أجزاء الجسم”، مشيرا إلى أن هناك عددا من المرضى تم علاجهم بتلك الطريقة.
من جهتها، قالت اختصاصية الغذاء والتغذية رؤى المنصوري أن “العسل يحتوي على نسبة بسيطة من الفيتامينات، وأهمها B6، إضافة إلى الثيامين، والنياسين، والريبوفلافين، والبانتوثنيك، وبعض الأحماض الأمينية، ونسب قليلة من المعادن تشمل الكالسيوم، والنحاس، والحديد، والماغنيسيوم، والمنجنيز، والفوسفور، والبوتاسيوم، والصوديوم، والزنك، كما يحتوى على مواد مضادة للأكسدة مثل الريبوفلافينويد”.
وأضافت أن “العسل مصدر للطاقة ****** والصغار، ومضاد للجراثيم والميكروبات، ويحافظ على الأسنان واللثة، ويقي من السرطان، وهو أيضا علاج للسعال، والحروق، والجروح، وكذلك يعزز هيموجلوبين الدم، وله دور في علاج البشرة والعيون”.
وأوضحت المنصوري أن “الزنجبيل يستخدم في علاج صداع الشقيقة، والسعال، والأرق، والعشى الليلي، وضعف النظر، وتطهير الحنجرة، والمعدة وتقويتها، وطرد البلغم، وهو أيضا يعالج الإمساك والمغص الناتج عن الإسهال، وكذلك القولون العصبي، كما يستخدم في تفتيح سدد الكلى والكبد، وعلاج تصلب المفاصل، وتقوية القلب، وتنشيط الدورة الدموية” .
في المقابل، شككت اختصاصية الباطنية والجلدية في عيادات بيتا، الدكتورة إيمان زغلول، في هذه الوصفة، وقالت لـ”الوطن”، إن “السرة عبارة عن جلد يمتص الدهون، وبعض المواد الوضعية، ووضع العسل عليها يثير الشك من الناحية الطبية”، مشيرة إلى أن السرة بعد الولادة تكون غير متصلة نهائيا بالجسم، ولا يوجد شريان أو وريد أو عصب يمكن أن يلعب دورا في إيصال الوصفة إليه.
وبينت أن “العسل مفيد في حالة تناوله من خلال الفم، مشيرة إلى أن الأحاديث النبوية كانت صريحة في طريقة استعماله.
وترى الدكتورة إيمان أن تعافي بعض مستخدمي هذه الطريقة يمكن أن يكون عن طريق الصدفة، أو إلى عامل نفسي، إذ يلعب ذلك الجانب دور كبيرا في العلاج، مشيرة إلى ثقافة شائعة وهي هروب المريض من الالتزام بالعلاج، بالبحث عن وصفات علاجية شعبية.