تخطى إلى المحتوى

علّمي طفلك السعادة!

  • بواسطة

خليجية

في معمعة القوانين والعادات التي تهطل على رؤوس أطفالنا، يُهمل الأهل قاعدة أساسية في تعليمها لهم، عنوانها: "البهجة".

كيف نستطيع تعليم أطفالنا السعادة، التمتع بالحياة، الاستفادة من الظروف فيستغلونها بها على طريقتهم؟

نادراً ما يعمد الأهل الى فرض نماذج محددة مرتبطة بالفرح، فيما تكثر القوانين التي تنقل بشكل واضح طرق التعامل مع مختلف الظروف اليومية… باستثناء حبّ الحياة.

لأن المتعة نسبية، وتتفاوت معاييرها بين شخص وآخر حسب الأهواء والظروف والميزاجيات، يصعب وضع قوانين واضحة المعالم للبهجة، وغالباً ما تنقل الى أطفالنا منقوصة إذا حاولنا إعطاءهم إياها كما نعرفها ونشعر بها، فنصنع عندئذٍ منهم نسخة عنا ونهمل شخصيتهم المستقلة الذاتية والتجارب التي يمكن أن تعلّمهم وتصنع سعادتهم أو حسنهم، لا بل تلك التي تجعلهم يحولون أحزانهم أفراحاً.

من هنا، علينا أثناء قيامنا بنقل البهجة إليهم، أن نحضّرهم ليستقبلوا ما يولد لديهم من مشاعر. كيف؟

• لكي نملك القدرة على الاستمتاع بكل ما تهدينا إياه الحياة، لا بد وأن نعايش منذ طفولتنا أشخاصاً يحبون الاستمتاع ويبحثون عن الفرح، وهو السيناريو الذي يزرع بذور التفاؤل في نفوس أطفالنا في سنّ مبكرة قبل أن يحين دورك: اسقي هذه البذور منذ البداية فرحاً من خلال نشر أجواء البهجة في أرجاء كلّ غرفة من منزلك. وبالتالي فإن مسؤوليتك الاولى تكمن في أن تكوني الشخص الذي يتوقعه الطفل، أن يراك مبتسمة في الصباح ومندفعة، تلعبين وتضحكين وتواجهين المشاكل بأمل متفائلة تبحثين عن كل فرصة سانحة لتمرحي.

• الاستمتاع يحتاج الى أرض خصبة، فلا بدّ أن تمنحي طفلك فرصة اكتشاف كل ما يجري حوله، أن تفتحي له آفاقاً عدة، عبر تعريفه على أطعمة وأشخاص مختلفين، ونشاطات متنوعة. تتشعب مجالات اهتمام الطفل، ففي بداية عمره، يكون ورقة بيضاء قابلة لنقش التفاؤل عليها، لا تكوني حجر عسرة وتحصري اهتماماته بألعاب العصر، لأنها سريعة الاستهلاك وتفتقر الى الابتكار. دعيه يخلق وسائل للاستمتاع التي يجدها مناسبة وساعديه في إنجازها.

• على الطفل أن يشعر بالثقة بما يستمتع به، لذا لا تفرضي عليه خياراتك وحدها، فإذا كان يحب ارتداء قميص محدد، لا تفرضي عليه آخر، وكذلك تقبلي تغيراته، ولا تلوميه إذا توقف عن الاستمتاع بأمر ما وفضّل شيئاً آخر.

• في بداية اكتشافاته، يشكل كل جديد للطفل مصدر متعة، فمن الطبيعي أن تجديه قد عاد إليك فرحاً في يوم ما كونه رشق صديقاً له في الصف. لا تحبطيه حتى ولو لم تكوني سعيدة، ادعي ذلك من أجله كي يشعر بأنك متفاعلة معه.

أيتها الأم، لا تنسي أنك مصدر هذه الثمرة التي هي في الأساس وفي علم النفس إشباعٌ لأنانيتك ولكن في المقابل، مصدرٌ لسعادتك. لا تفرطي فيها عندما تخرج من أحشائك، اثقليها بجروعات التفاؤل لأن السعادة هي أوكسيجانها وغذاؤها وعامل نموّها الأساسي، فإذا اعتاد طفلك السعادة منذ صغره سيكون سعيداً في كبره… اصنعي مستقبله السعيد.
منقول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.