عمرو سعد
لم تكن البداية ناعمة وهادئة كما يتصور البعض.. كان الفقر يحكم حصاره حولنا، و يهدد الأحلام التي رسمتها ببراءة الطفولة وتوهج مرحلة الصبا، وكانت الصدمة الأولى عندما مرض والدي، وبسبب ضيق الحال، لجأت إلى المستشفيات الحكومية، إذ كان عمري في تلك المرحلة 18 عامًا.
بدأ وعيي يتفتح على واقع مرير وصعب، ومات والدي بين يدي، كانت لحظة قاسية لأنني كنت أحبه جداً، لأنه كان شديد الطيبة والحنان والدفء.. عملت في مهن كثيرة، وكان الهدف الأساسي، هو الوصول للفن.. فأنا مؤمن بأن تأثير الفنان أهم من تأثير السياسي، لأنه يعيش ويتمدد في وجدان الناس.. وكل أعمالي الفنية سعيد بها، لأنني تعمدت أن أقدم من خلالها تجارب من دم الحياة.. أشعر بالرضا عن حالي وأثق في أن القادم أفضل لأنني أجتهد، وأحاول قدر استطاعتي الاختلاف.
وعن إحساسي بالحال في مصر منذ فترة قصيرة، والحال الآن.. بصراحة شديدة، كنت أشعر بإحباط كبير، لكن عندما شاهدت شكل الحضور العالمي في المؤتمر الاقتصادي، تملكتني فرحة كبيرة، وتحول الإحباط إلى حالة من التوهج والتفاؤل.. وأصبح بداخلي يقين، أن مصر سوف تنهض، وسوف تعبر إلى الأمام، وعلينا جميعًا أن نتعلق بهذا الأمل ولا نيأس أبدًا.
أرفض المقارنة بين الرئيس جمال عبد الناصر، والرئيس السيسي، لأن السيسي أفضل منه بكثير، ولكن يجب علينا أن نتخلى عن "التابوهات" القديمة، ويجب أن نتخلى عن الطريقة السلفية في التفكير، ونترك الفرصة لكل إنسان مجتهد، كي يصنع تاريخًا ويبنى ملامح جديدة.
أثق في وطنية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأثق أن مصر سوف تعبر إلى الأمام في وقت قصير، وسوف أستغل هذا المقال، وأبعث برسالة شكر إلى دول الخليج الداعمة لمصر، والتي تؤكد مواقفها أنها تتمنى لها الخير، فكل الشكر والتقدير للخليج، الذي يثبت يومًا بعد اللآخر، أنه مؤمن بفكرة القومية العربية، وحريص على تماسك العرب.
في النهاية.. أود الإشارة إلى أنني ضد أن يعمل الفنان أو المبدع بالسياسية، لأن كما قلت سلفًا، تأثير الفنان أقوى بكثير من تأثير السياسي، كما أن أعمال الفنان، تعيش وتبقى.