استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة، لدي مشاكل نفسية كثيرة، رهاب، قلق، توتر، دائم عندما أكون لوحدي، أو حتى مع الناس، أعاني اهتزازًا واضحًا في رأسي بشكل واضح وملاحظ، راجعت طبيبًا للأعصاب بمجرد أن حكيت له ما أعانيه قال لي: السبب هو الخوف فقط.
فعلا مع أنني أحب مجالسة الناس، ولا أخاف منهم، بل لا أريد حتى أن يروني بهذه الحالة، الأغلب يقولون: هذا مجنون للأسف هذا ما يدمرني، لم أعد أخرج من المنزل كثيرًا بسبب هذه المشكلة، فهو يسبب لي إحراجا كبيرًا أمام الناس، وصرت لا أطيق نفسي بسببه، قلت ثقتي بنفسي بعدما كنت مثالا للثقة والجراءة بين أقراني على الأقل في المرحلة الابتدائية والإعدادية.
عندها بدأت مشكلتي، بعد أن كنت لا أعطيها اهتمامًا كبيرًا، ولكن الآن صار لا بد لي أن أواجهها وأتخلص منها في أقرب وقت لأتمكن من متابعة حياتي، والحصول على عمل وتحقيق أهدافي، أو على الأقل جزءًا منها.
أريد التخلص من هذا القلق والتوتر الذي سبب لي حالة كآبة قوية، قرأت في أحد المنتديات عن دواء inderal و seroxat هل يفيدني في هذه الحالة؟ وما هي الجرعات المناسبة؟ وهل سيساعدني على الثقة أكثر بنفسي وتجاوز هذه الأزمة النفسية التي لازمتني منذ سنوات؟
أتمنى الرد على رسالتي في أقرب وقت، جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حالتك -إن شاء الله- بسيطة، فأنت تعاني من قلق الرهاب، خاصة في النطاق الاجتماعي، وأعتقد أن مشاعرك حساسة بعض الشيء، فأنت تتخوف من تعليقات الآخرين حول تصرفاتك، وأنا أؤكد لك أنه لا أحد يشغل نفسه كثيرًا بما تقوم به، خاصة من حيث التفاعل الاجتماعي.
لا تكن حساسًا – أخي الكريم – الأخوة والأخوات الذين يعانون من الوساوس ذات الطابع الاجتماعي – أي حول فعاليتهم ومظهرهم وما هو رأي الآخرين فيهم – هذا يؤدي إلى المزيد من القلق والوسوسة والخوف واهتزاز الثقة في النفس.
فيا أخي الكريم: أنت بخير وعلى خير، وأنت لست بأقل من الآخرين، هذا هو المبدأ الأول.
المبدأ الثاني هو: أن تكثر من اللقاءات الاجتماعية، أحزنني أنك لا تخرج من الفيلا، هذا خطأ -أخي الكريم-، أنت هنا تُكافئ المخاوف، بل تعززها وتدعمها، هذا خطأ، اخرج، زر أصدقائك، صلِّ مع الجماعة في المسجد، قم بواجباتك الاجتماعية من حيث مشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم ومناسباتهم، وزيارة المرضى، ممارسة أي رياضة جماعية، ولا بد أن تواصل تعليمك حتى تكون – إن شاء الله تعالى – من المتفوقين والمتميزين.
إذًا تصحيح المفاهيم يتم من خلال الآليات التي ذكرتها لك، وهذا قطعًا يزيد – إن شاء الله تعالى – من ثقتك في نفسك.
الرياضة يجب أن تعطيها اهتمامًا خاصًا خاصة الرياضة الجماعية، كما أن تمارين الاسترخاء نحن ننصح بها دائمًا؛ لأنها مفيدة.
العلاج الدوائي: أقول لك نعم الزيروكسات علاج ممتاز، علاج أساسي، وأعتقد أنه في المغرب يُسمى (ديروكسات)، واسمه العلمي هو (باروكستين) ابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي عشرة مليجرام – تناولها يوميًا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبة كاملة ليلاً – أي عشرين مليجرامًا – استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين في اليوم، تناول حبة في الصباح وحبة في المساء، وهذه هي الجرعة العلاجية، تناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم نصف حبة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذه هي الطريقة العلمية الرصينة والجيدة، والتي من خلالها يتم البناء الكيميائي للدواء بصورة صحيحة، كما أنك حين تنتقل للجرعة الوقائية وجرعة التوقف التدريجي لن تحدث لك – إن شاء الله تعالى – أي آثار جانبية انسحابية.
بالنسبة للإندرال والذي يعرف علميًا باسم (بروبرالانول): لا مانع أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناوله، لكن لا يُنصح باستعماله بالنسبة للذين يعانون من الربو أو الحساسية في الصدر.
اجعل لنفسك دورًا في هذه الحياة، وكن أكثر ثقة في نفسك، وكن صالحًا ومُصلحًا.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
منقووووووووووول