تخطى إلى المحتوى

قلة السائل المنوي وكثرة ممارسة العادة السرية هل هناك علاقة؟

قلة السائل المنوي وكثرة ممارسة العادة السرية.. هل هناك علاقة؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 16 عاما، أرجو من الأطباء الكرام مساعدتي، أنا أمارس العادة السرية -حفظكم الله- منها منذ 4 سنوات، وكنت أمارسها بشراهة كبيرة، وعدة مرات في اليوم، وكانت كمية السائل المنوي لدي طبيعية.

علمًا أن لدي الخصية اليمين أصغر من الخصية الشمال، لكن الكمية طبيعية -الحمد لله-.

لاحظت بعد سن الـ 16 قلة كبيرة في السائل المنوي، وأحيانًا حين أمارس العادة السرية عدة مرات يكاد لا يخرج شيء إلا نقاط صغيرة من السائل، ولا أعرف الآن هل هذا طبيعي لكثرة ممارسة العادة السرية؟ وهل سيؤثر عليّ في المستقبل؟

ولكني بحثت عبر الانترنت ووجدت أن هذا طبيعي، وأن السائل يعود لكميته الطبيعية بعد 3:5 أيام، ثم توقفت عن ممارسة العادة السرية مدة 5 أيام، وكانت الكمية طبيعية إلى حد ما، لكن ليست كالكمية القديمة، وأيضًا يقل السائل مع تكرار ممارستي للعادة، فما الحل؟

أرجو المساعدة؛ لأني مكتئب جدًا من هذا الموضوع.

شكرًا.

الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت مدمن على ممارسة العادة السرية، وعمرك 12 عامًا، أي قبل أن تكتمل لديك مراحل البلوغ، وتستهلك السائل المنوي المتكون في أجهزتك التناسلية أولًا بأول، وبالتالي لم يعد هناك من سائل منوي يُقذف عند ممارسة العادة السرية المتكرر والمستمر، وخاصة أنك أوضحت في استشارتك الأخيرة أنك عندما توقفت عن ممارسة العادة السرية لمدة 5 أيام عادت الكمية تزداد شيئًا فشئيًا.

أنت -الحمد لله- لا تعاني من خلل في أجهزتك التناسلية، كل الأعراض التي تشتكي منها، سببها الإدمان المبكر على ممارسة العادة السرية، فالحل هو أن تتوقف عن ممارسة هذه العادة غير المستحبة، وستعود لك صحتك وعافيتك، وتزول كل هذه القلاقل والشكوك.

انتهت إجابة د. سالم الهرموزي استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية، وتليها إجابة الشيخ موافي عزب مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
++++++++++++++++++++
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.

وبخصوص ما ورد برسالتك -ابني الكريم أحمد، غفر الله لك – فإني أحب أن أقول لك بداية ما قاله الله تعالى: { ذلك بأن الله لم يكُ مغيرًا نعمةً أنعمها على قومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم }.

وأسألك سؤالاً واحدًا: لو أن إنسانًا أساء إليك وأهانك، وكلما طلبت منه شيئًا لم يسمع كلامك، إذا طلب منك طلبًا هل ستُعطيه طلبه؟ هل ستعامله معاملة طبيعية، أم سيكون في نفسك عليه شيء؟ مما لا شك فيه أنه سيكون جوابك هكذا، بأنك لن تستطيع أو لن تساعده أبدًا حتى وإن كنت قادرًا على ذلك؛ لأنه لا يستحق المساعدة، أليس كذلك؟ لو أنك تعاملت مع والدك معاملة سيئة، أو غير مناسبة قطعًا والدك سوف لا يكون مُحبًّا لك كما لو كنت مُطيعًا وبارًا له ومُحسنًا.

لله المثل الأعلى جل جلاله، أنت الآن تريد أن تكون قويًّا في الناحية الجنسية، رغم أنك تعصي الله تبارك وتعالى وتخالف أمره، فهل هذا معقول – يا ولدي – هل أنت عاقل؟ أنت تريد أن يمُنَّ الله عز وجل عليك بصحة وافرة، وأن تكون في وضعك الداخلي في حالة جيدة، وأن يكون السائل الذي ينزل منك متدفقًا وكثيرًا، ولكنك تسلك طريقًا حرامًا – يا ولدي –.

العادة السرية محرمة شرعًا، ولقد نصَّ أهل العلم على حرمتها، وأنت تستنزف أعظم نعمة أنعم الله بها عليك بعد نعمة الإسلام، وهي نعمة الصحة؛ لأنك بذلك قد تُلحق ضررًا عظيمًا بنفسك، ولعل استمرارك في هذه العادة قد يُضعفك عندما تتزوج، فلا تستطيع أن تقوم بدورك الذي تتمناه الآن مع امرأتك الطيبة الحلال؛ لأن يدك سوف تتعود هذا الفعل المحرم، فإذا ما تزوجت امرأة ما استطعت أن تصل بك إلى النشوة والذروة التي تصل أنت إليها الآن، وبذلك ستجد نفسك تمارس نفس العادة اللعينة رغم أن تحتك امرأة، وهذا حقها الشرعي، ويسبب في تأذي زوجتك من ذلك.

ولذلك يجب عليك أن تفكّر تفكير العقلاء، ما عند الله لا يناله العبد بمعصية الله – يا ولدي – ما عند الله لا تصل إليه إلا بطاعة الله، أما العبد العاصي فإن الله يمقته، وإن الله لا يُحبه، ولولا أن الله تبارك وتعالى ألزم نفسه بأرزاق العباد ما رزقك، ولا أعطاك شيئًا، أنت لست إلهًا – يا ولدي – أنت عبدًا للملِك، والملِك أمره بين الكاف والنون، والذي تفعله محرم، عملُ إجرام، وعملٌ ظالمٌ، وعملٌ جائرٌ؛ لأن الله تبارك وتعالى بيَّن أن أولياءه أهل عِفَّة؛ ولذلك قال: { والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون } أي المعتدون الظالمون.

فيجب عليك بدلاً من أن تسأل عن كمية السائل قليلة، أم كثيرة وتشغل نفسك بهذا الأمر، أن تشغل نفسك بداية بترك هذا الذنب حياءً من الله تعالى، وأن تأخذ خُطوة إيجابية بأن تتوقف عنه، وأن تجتهد في البحث عن زوجة طيبة حلال لتحيَا معها حياة كريمة بعيدة عن هذا الهراء، وعن هذا الاستنزاف وعن هذا الدمَّار الذي تفعله.

أمرٌ طبيعي أنك كلما كنت مُسرفًا في الإنفاق من شيء أنه سوف ينتهي، فلو أن عندك مبلغًا من المال وأنفقت كل يومٍ منه كمية كبيرة سوف ينفد هذا المال، أما لو حاولت أن تقتصد، وأن تضع خطة لذلك فسيظل معك فترة أطول.

فالذي أنصحك به – بارك الله فيك – أن تترك هذا الأمر، وأن تعقد العزم على أن تتوب إلى الله تبارك وتعالى توبة نصوحًا، وأن تدخل الاستشارات التي تتكلم عن آلية وكيفية التخلص من هذه المعصية، وعن حكمها الشرعي، وثق وتأكد أن الله قال: { إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم }، فإن تركت هذه المعصية، فثق وتأكد أن الله سيُعيد إليك كل شيء فقدته، بل وستكون أفضل بإذنِ الله؛ لأن الله قال: { إن الله يُحب التوابين ويُحب المتطهرين }.

والله الموفق.

منقووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.