لبى الكشاف محمد حسين عياسي نداء البذل والعطاء وخدمة ومساعدة الآخرين رغبة منه في مضاعفة الأجر في أيام وليالي شهر ذي الحجة؛ والتحق بنادي جمعية الكشافة العربية السعودية المشارك بمعسكرات الخدمة العامة بمكة والمشاعر، قادمًا من منطقة جازان التي تميزت بجغرافيتها الفريدة، وامتلاكها التضاريس كافة، وبأجوائها الرائعة وشواطئ بحرها الجميلة الذي يحتضنها غربًا، فضلا عن الكثبان الرملية والسهول والتلال الزراعية الخضراء، الأمر الذي أهّلها لأن تحظى بلقب "لؤلؤة الجنوب وعروس الفل والكادي". وبالرغم من صغر سنه، وبُعده عن أهله ومنطقته، فضّل الكشاف محمد عياسي ذو السبعة عشر ربيعا طرق أبواب المجد والعلياء، واختار جسر البذل وعمل الخير وعون الآخرين، ليعبر نحو مبتغاه، وتكوين شخصيته المتزنة، وتأكيد حبه للكشفية التي تعلّم منها العديد من الصفات الحميدة. وبروح وثابة، فضّل أن يُمسك بزمام الأمل، متسلحًا بالعطاء والتفاني في خدمة حجاج بيت الله الحرام، دافعه في ذلك نيل الأجر والمثوبة من الله -جل وعلا- والقناعة لبلوغ كل أمر حسن. ومن مقر معسكر خدمة الحجاج الكشفي بمكة والمشاعر يتجدد حلم الريادة، وينطلق مع إشراقه شمس كل صباح مع رفاقه بالمعسكر الكشفي مزودًا بسجلات الإرشاد والخرائط الاستدلالية؛ ليترجم عمليًّا مفهوم شرف خدمة ضيوف الرحمن، وشرف الزمان والمكان، ممتطيًا صهوة التميز والإبداع وإتقان المهام في إرشاد الحجاج التائهين، وإيصالهم لمخيماتهم بسلام، وسط دعوات العاجزين وكبار السن من الحجاج بأن تُكلل مساعيه بالتوفيق والسداد، ويتوج عند عودته بأوسمة التميز في خدمة حجاج بيت الله الحرام.