شهدت مدينة فينيسيا الإيطالية، أخيرا، افتتاح أول مسجد في تاريخها، ليصبح بإمكان سكانها وزوارها من المسلمين أداء صلاة الجمعة فيه دون الحاجة لرحلة مدتها ساعة إلى مدينة فينيتو، التي تحتضن مسجدا كبيرا. وتقول الكاتبة شارلوت هيغينر، في مقال نُشر في صحيفة الغارديان: “في منطقة هادئة من حي كاناريجيو في فينيسيا يوجد مبنى كنسي أبيض الواجهة، بني على الطراز الباروكي، يعود تاريخه إلى القرن الميلادي العاشر، لكن لم يقم فيه قداس منذ عام 1967″.
وتضيف هيغينر “اليوم، مع افتتاح بينالي فينيسيا الـ56، يعاد افتتاح مبنى الكنيسة ليصبح صرحا لممارسة الشعائر الدينية مجددا، حيث يفتتح كمسجد هو الأول في تاريخ المدينة العريقة”. وتشير إلى أن المسجد “هو المقر الرسمي لجناح آيسلندا في بينالي فينيسيا، كما أن الفنان الآيسلندي المولود في سويسرا، كريستوف بوشيل، هو المسؤول عن التصميم” بحسب موقع إرم.
ويقول بوشيل للصحيفة إن “المشروع -وهو واحد من أكثر المشاريع إثارة للجدل وجذبا للانتباه في البينالي- جاء بناء على علاقة فينيسيا التاريخية مع الشرق”. ويلفت إلى أن فينيسيا “كانت هي المدينة التي طبعت فيها أول نسخة للقرآن في القرن الـ16، كما أن قصر فونداكو دي توركي الأنيق المطل على القناة الكبرى في المدينة، كان ذات يوم نزلا للتجار العثمانيين”. ويشير إلى أن “تحقيق المشروع لم يكن أمرا يسيرا، حيث أن السلطات المحلية وإدارة البينالي لم تكن مؤيدة لمبادرة بوشيل، ورفضت أن يكتب على الحائط الخارجي للمبنى عبارة الله أكبر”. ويضيف “ولتجنب الحظر على الصلاة في الأماكن العامة، سيطلب من راغبي الصلاة في المسجد الانضمام إلى رابطة خاصة لأداء شعائرهم”.
كنيسة من القرن العاشر تتحول لمسجد في فينيسيا