أحيت فرقة كوارتتانغو الأرجنتينية ليلة موسيقية في دار الآثار الإسلامية، بحضور مدير الدار الشيخة حصة الصباح وعدد من السفراء تقدمهم السفير الأميركي في الكويت، ولم تكن الليلة الجميلة موسيقية فقط، بل كانت تجمعا أرجنتينيا كويتيا في أجواء دافئة، سلطت الضوء على التانغو الأرجنتيني.
يعتبر التانغو من الألوان الموسيقية الأندلسية التي نقلها الإسبان أو الموريسكيون (المسلمون الإسبان) عندما هاجروا من أوروبا إلى أميركا الجنوبية إثر حملات التطهير ومحاكم التفتيش الشهيرة، وكانوا يعتبرونها تراثهم الجميل الذي يعبرون به عن معاناتهم وأشواقهم إلى بلادهم وديارهم التي أخرجوا منها، ثم تطور هذا اللون الموسيقي ليصبح موسيقى الأصالة في أميركا الجنوبية وأسبانيا على السواء.
كوارتتانغو فرقة أنشئت في بيونس آيرس تضم أربعة موسيقيين متخصصين بالتانغو، والمقطوعات التي يعزفونها توارثوها جيلا بعد جيل منذ مئات السنين، ويجري كل جيل عليها تعديلات بسيطة تتناسب وطبيعة حياتهم، رئيس الفرقة آستور بيازولا ومعه راؤول دوسيه الذي درس آلة الفلوت في إيطاليا، ولويس تشامي وتخصص في البيانو في روما، وغيليانو بيسيغليا متخصص في الكمان، وجيانفرانكو بنيني تخصص في التشيلو.
قدمت الفرقة نفسها بطريقة رائعة جذبت الأنظار إليهم منذ المقطوعة الأولى في السهرة، نقلوا المزاج الأرجنتيني الحديث ممزوجا بالتراث والأصالة الأندلسية القديمة، واختاروا من التانغو موسيقى الأجواء الواسعة كما يطلق عليها وهي الموسيقى الهادئة المأخوذة من الطبيعة والسهول وأصوات الطيور والجداول الهادئة، فكانت سهرة عالية المزاج والهدوء رومانسية الطابع، حلق الجمهور معهم في أجواء الراحة الوردية.
قدمت الفرقة 12 مقطوعة هي كالنتي للموسيقار آستور بيازولا، وبيادورا لجوليانا بلازا، وميلونقا دو أنجل لآستور، وبالوميتا بلانكا لآنسيلمو إيتا، وأنفيرنو بورتيون لآستور، وكامورا لآستور بيازولا، ونوكتورنا لجوليانا، وكابيزا لألفريدو بيرا وكارلوس جارديل، وإيديوس لآستور وإسكوالا لآستور أيضا، وختمت بمقطوعة لا كومبارسيتا لجيراردو ماتوس.
أحمد ناصر