طريق النجاح صعب، وتزيد صعوبته على المرأة السعودية إذا ما كانت خارج حدود أرضها، لكن أن تنبغ فيه بالصورة العالمية، فهذا هو الإنجاز الحقيقي الذي أنجزته كوثر خلف حامد الحجوج، التي أصدرت مؤخرًا كتابها عن دراسة ذوي الاحتياجات الخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية باللغة الإنجليزية، ويلقى الكتاب اهتمامًا كبيرًا من الأوساط العلمية.. تفاصيل أكثر في هذا الحوار. – ماذا عن كتابك الحديث الذي صدر مؤخرا باللغة الإنجليزية لذوي الاحتياجات الخاصة؟ هذا الكتاب أهم إنجاز لي في حياتي، فهو كتاب عالمي، أي أنه يخص شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم، خصوصًا الطامحين للدراسة بالجامعات الأمريكية، حيث لاحظت أن الطلبة من ذوي الاحتياجات أيضًا من حقهم تحقيق طموحهم للدراسة في الجامعات الأمريكية والتخرج، أسوة بغيرهم من الأصحاء، كما أنني لاحظت وجود دليل شامل للطلبة الدوليين من ذوي الإعاقات يشرح لهم بشكل شامل ووافٍ الدراسة في أمريكا، لذلك أنجزت هذا العمل الذي استغرق مني سنوات لإنجازه بما يليق بي كطالبة دكتوراه، وأشرف به وطني، حيث إن انتشار هذا الدليل عالميا يحسب لي كطالبة سعودية. – لك مؤلفات عن مشاكل تربية أطفال المبتعثين في الغربة، والحلول المقترحة للحد منها، حدثينا عن بعض هذه المشاكل، والحلول؟ بإمكان الأطفال أن يكونوا عقبةً في طريق الأم أو الأب المبتعث في أمريكا إن لم يكن الأهل مجهزين أو مسلحين بالمعرفة التامة بكيفية مراقبتهم أو بالقوانين المتعلقة بهم التي تحميهم، لذلك وجدت أن من المفيد سد هذه الثغرة، ولو بشكل متواضع من خلال نشرة تساعد الأم، ربما تنقذها من حيرتها بالكثير من الأمور والمشاكل التي ستواجهها أو تواجهها خلال فترة الابتعاث مع أطفالها، وكان هذا هو السبب الرئيس لهذه النشرة، التي أعتبرها حقيقةً أهم نشرة قمت بها، وقد اقترحت الحلول المذكورة فيها للمشاكل التي تعاني منها الأم المبتعثة في تربية أطفالها في أمريكا بالاستناد إلى خبرتي في تربية أطفالي، ونقلت هذه الخبرة أو الحلول التي استفدت منها لغيري من المبتعثات الأمهات ليستفدن منها، وبذلك يتجنبن ما مررت به من عقبات، ربما لم أكن لأمر بها، لو كنت على دراية ببعض الأمور مسبقًا. – دليل الأمهات السعوديات في مدينة شيكاجو أحد مؤلفاتك أيضا، لماذا شيكاجو بالتحديد، وما النصائح التي قدمتها في هذا الكتاب؟ كان أول كتاب لي بالفعل عن شيكاجو، والسبب، لم أختر شيكاجو اعتباطًا، حيث إنها كانت أول مدينة أعيش فيها بأمريكا، وقد أمضيت فيها سنة و8 أشهر في دراسة اللغة، وكنت من عام ٢٠٠٨ إلى٢٠١٠ متطوعة في المعهد لمرشدة للعوائل السعودية في المعهد، حيث كنت أساعد الإدارة على حل مشاكل مرتبطة بالمبتعثات، خصوصًا الأمهات في أمور مثل السكن والتفتيش عن حضانات للأطفال وكيفية قضاء الحوائج الأساسية للأسرة في الغربة وإرشادهم على البقالات والأحياء التي يتم فيها بيع الحوائج التي تحتاجها الأسرة العربية بشكل خاص وأيضًا كانت تقتصر هذه المساعدة أيضًا على التوعية بأهمية بعض الأمور، وتطرقت لتفاصيل صغيرة اجتماعية تتعلق بالمبتعثة كمسلمة، مثل توعيتها بأنها ستتعرض لأسئلة من الطلاب الأجانب في معهدها حول الحجاب بشكل خاص والإسلام بشكل عام وأيضًا تطرقت لتفاصيل صغيرة تصادفها المبتعثة في المطاعم الأمريكية، وكيفية التعامل هناك وكيفية الدفع وركزت أيضًا على أمور السلامة العامة خصوصًا بما يرتبط بالأطفال، وحرصت قبل انتقالي من مدينة شيكاجو على الانتهاء من إعداد الكتاب، ونشره على نفقتي الخاصة، وأيضًا توفر إلكترونيًّا. – نلتِ شهادة شكر وتقدير من الملحق الثقافي السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية الدكتور محمد العيسى على إنجاز دليل إرشادي وتوعوي للطالبات المبتعثات إلى الولايات المتحدة والإقرار بإضافته إلكترونيا إلى قاعدة البيانات الإرشادية في موقع الملحقية، ماذا عن هذه التجربة؟ بعض المبتعثين يظنون الملحقية الثقافية في البلد الذي يدرس فيه مكانا للأخذ منه وليس للعطاء، لذلك كان مفرحا لي أن أعطي، ولو مرة واحدة، وقد أسعدني وجود الدليل ونشره إلكترونيا بمكان يسهل على المبتعثين الاطلاع عليه، ووصلتني شهادة التقدير من الملحقية الثقافية في واشنطن مع الإقرار بالبريد على عنوان بيتي في مدينة لورنس كانساس، واستلمها زوجي، وكانت نظرة الفخر في عينيه حين سلمها لي، كما وصلني قبل شهرين خطاب شكر من سفير خادم الحرمين الشريفين في واشنطن عادل الجبير، وأشكره على هذه اللفتة الطيبة. – هل يمكن اعتبارك من العقول المهاجرة؟ لا يمكن اعتباري أو اعتبار أي من المبتعثين من العقول المهاجرة، إنما نحن نخوض تجربة صناعة عقول أو ما يطلق عليه صناعة رأسمال بشري للمملكة السعودية، وهذا هو الهدف الأساسي من الابتعاث، وإلا فلماذا تدفع الدولة الملايين علي كل طالب مبتعث وتوفره له كل شيء، لكن بالإمكان أن أنوه أن هذه العقول التي تدفع المملكة مبالغ طائلة لتنميتها بالإمكان أن تتحول إلى عقول مهاجرة، في حين أنها لم تلق اهتماما أو جذب وفشل السوق السعودي في استيعابها، فسوف بلا شك تفكر في اللا عودة، والمكوث في بلد الابتعاث، خصوصًا أن الدول الغربية لا تمانع باستضافة هذه الطاقات وتطمع في الحصول عليها.
كوثر الحجوج: لا يمكن اعتباري من العقول المهاجرة