في القديم كانت المرأة الحامل تكسب الكثير من الوزن إذ ينصحها الأهل، الاقارب و"القابلة" بتناول الاطعمة بكمياتٍ كبيرة لتغذي نفسها والطفل معًا. في تلك الآونة، لم تكن النساء ميعهن يستشرن الطبيب الاخصائي ولاسيما في القرى والبلدات الكبيرة ومع غياب الدراسات والإرشادات، كانت المرأة تقع رهينة البدانة ما كان يؤدي في أحيان كثيرة إلى عسر ومشاكل أثناء الحمل والولادة.
أما اليوم، فالامر مختلف لأن المرأة الحامل تحاول جاهدة المحافظة على رشاقتها وصحة جنينها من خلال تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، التقليل من الاطعمة المشبعة بالدهون والمقالي الضارة. كما ظهرت في الآونة الأخيرة صفوف الرياضة المخصصة للحوامل. تفاوتت الآراء حول صفوف الرياضة هذه بين مؤيدة ومعارضة؛ فقد رفضتها بعض النساء معتقدات أنها مضرة للجنين وقد تتسبب بفقدانه، على عكس مجموعةٍ أخرى من النساء اللواتي أفدن بممارستهن الرياضة وشعورهن بالارتياح.
وفي إطار بحثنا لتقديم معلومات أكثر شمولية ودقة حول هذا الموضوع، لفتنا كتاب "الغذاء المثالي للام والطفل" الصادر باللغة العربية عن دار الفراشة للكاتبين "د. باتريك هولفورد" و"سوزانا لوسون".
فقد أجريت دراسة قورن فيها ما بين نساء مارسن منذ الاسبوع الثامن تمارين معتدلة كالركض الوئيد والمشي السريع ثلاث الى خمس مرات بالاسبوع وما بين نساء لم يمارسن الرياضة. ماذا تبين؟ لقد ولد أطفال اللواتي مارسن الرياضة أثقل وزنًا وأطول من أطفال اللواتي لم يمارسن الرياضة. وإضافة الى ذلك تيبن أن المشيمة نمت أسرع وعملها تحسن عند اللواتي مارسن الرياضة.
وأشار الدكتور جيمس كلاب James Clapp، الذي أجرى دراسة عن الرياضة والحمل، الى أن الحمل أدى إلى تأثير إيجابي إذ أخذ القلب يضخ المزيد من الدم وأخذت الرئتان تسحبان المزيد من الهواء. وعلى عكس بعض المعتقدات لقد تبين أن التمارين الرياضية لم تؤد إلى الولادة المبكرة وأنها خففت من الضغط النفسي عند الجنين. مما لا شك فيه أنه عليك إذا كنت تعانين من مضاعفات الحمل أن تستشيري طبيبك قبل الاندفاع الى حجرة الرياضة. أما إذا كان حملك خاليًا من المشاكل فالرياضة النموذجية التي يمكنك القيام بها هي تمارين التحمل كالركض الوئيد وتمارين الايروبيك مدة 30 دقيقة متواصلة وذلك ثلاث الى أربع مرات بالاسبوع."
علاوةً عن هذه الفوائد الجمة التي تؤمنها الرياضة والتي تساعد الحامل على تحمل ضغط الوزن الزائد والتخفيف من التعب، تساهم رياضة المعدة على تقوية عضلات البطن والتخفيف من الآلام بناءً على مقالة "كوني رشيقة وليس بدينة" من كتاب الغذاء المثالي للام والطفل التى أكدت أنه " من الجيد أيضًا أن تدخلي تمارين أسفل البطن الى روتينك اليومي، فهذا سيساعدك على تقوية عضلات الحوض ويمنحك المزيد من القوة اثناء الشد والدفع عند الولادة".
في النهاية لا تترددي في ممارسة الرياضة الصحيحة في النادي الرياضي أو مع مدرب مختص لانها مفيدة لك وللجنين.
وإن أحببت الاطلاع على مواضيع مشابهة كالغذاء الامثل للرضع والاطفال، وكيف يتم القضاء فعليًا على خطر التعرض للتشوهات عند الاجنة، وريجيم الحامل وسواها من المواضيع المهمة لحياةٍ صحية لك ولطفلك، ننصحك بشراء كتاب الغذاء المثالي للام والطفل من دار الفراشة والاستفادة من معلوماته المفيدة.
منقول
منقول