الادخار مهما كان قليلاً إلا أنه يبعث اطمئناناً كبيراً ، و ما يتم توفيره ليس حقيقة هو المال ، إنما أمنك النفسي من الشعور بأنك لن تضطر إلى حرج الاستدانة و الإذلال إذا ما تعرضت لازمة مالية مفاجئة. بهذا المدخل بدأ المستشار المهندس سلمان الشمراني محاضرته حول “ حسن إدارة مواردك المالية الشخصية ” بمكتبة الملك عبد العزيز فرع المربع ، في الثاني و العشرين من شهر فبراير . و بحضور تسع و ثمانين سيدة و عشرات الرجال أثبتت مديرة المكتبة ، كعادتها في كل محاضرة أعدتها بتميز ، الأستاذة فاطمة الحسين ، أن احترام اهتمامات الناس و العناية بتفاصيل همومهم الصغيرة ، يضمن لك حضوراً جماهيرياً طاغياً ، ليسوا نخبة المفكرين و المثقفين و الإعلاميين لكنهم الأشد صدقاً و الأكثر وفاء لقضاياهم .
سبعة مفاتيح ، بدأهاالمستشار سلمان الشمراني ، قادرة بمشيئة الله ، على أن تضمن طريقة تنظم من خلالها مواردك المالية ، و تحرز تقدماً مذهلاً في مجال الاستثمار المربح . أن تحدد “ أولاً” ماذا يعني لك المال ؟ ما هي دوافعك من الحصول على المال ؟ ما الذي يجعلك تفتح محفظتك في كل مرة و تقرر الشراء ؟ هل هي الحاجة ، أم التميز ، أم المتعة …
حدد أهدافك مما تحصل عليه من المال سواءً كان راتباً شهرياً أو أي عائد مادي آخر ؛ شراء سكن ، امتلاك سيارة ، بناء عمارة و الاسترزاق من أجرتها … حدد أهدافك بدقة و مصداقية و اعلم بأنه لا أحد في مقدوره أن يصيب أهدافاً لا يراها !! أن تضع “ ثانياً ” خطة مالية مكتوبة لطريقة تنفيذ أهدافك ، و أولوياتك ، حسب الأهمية ، التي تريدها من عائدك المالي ، كيف؟! و كم علي أن أدخر في الشهر؟! و ما هي السنوات التي علي استغراقها في ادخار المال لتحقيق هدفي .. تذكر أن ما يميز الأثرياء العصاميين في العالم عن بقية الناس هو التزامهم بالثلاث مبادئ السحرية ؛ لديهم رؤية واضحة و محددة و مكتوبة بشأن خططهم المالية ، لديهم ادخار ثابت يؤمنون بقانون الطفل في التعلم و هو المحاولة و الخطأ ، و التدرج ، فإذا ما فشلوا في مشروع نهضوا أكثر صلابة و ربحوا مشاريع أخرى. و لن يكون لك ذلك كله، إلا بتحقيق المفتاح “ الثالث ” و هو عمل ميزانية تضمن لك موازنة مدروسة ما بين حاجاتك و مصروفاتك .
أن تدخر على الأقل عشرة في المائة منمواردك المالية هو “ رابع ” تلك المفاتيح ، و لن يتأتى لك ذلك إلا بالتزامك بقائمة من التعليمات ، يمكن إدراجها على النحو التالي : قلل من تسوقك يقل إنفاقك ، لا تذهب إلى السوق إلا و أنت مزود بقائمة تفصح عن احتياجاتك الحقيقية فقط ، اشتر ما تحتاجه ، و ابحث عنه مخفضاً ، تذكر أن خمسة و عشرين في المائة من قيمة السيارة يهبط بمجرد خروجها من المعرض ، الأمر نفسه ينسحب على أجهزة الجوال و الكمبيوتر المحمول . لا تتسوق و أنت جائع ، قلل من تناول الأكل من المطاعم ، لا تنس أن قيمة الإعلانات الكبيرة أنت من تدفعها من جيبك ، فأشهر الماركات العالمية تتم صناعتها في دول آسيا الفقيرة !!
تذكر دائماً أن ما لا تملك ثمنه فأنت لست بحاجة إليه ، هذا يستدعيمنك التنبه للمفتاح “ الخامس ” و هو الحذر من القروض و الدَّين ، و من فخ بطاقات الائتمان ، و اعلم أن الاستثمار المدروس أسهل الطرق للثراء هذا هو المفتاح “ السادس” ، و لكي تضمن نجاحاً لمشروعك الذي تستثمر فيه أموالك عليك بمراجعة شروط الاستثمار الستة ، و هي ، لابد أن يكون مشروعك يحقق فائدة للناس كي يجدوا سبباً للاقتناء من عندك ، تأكد من أن مشروعك يمنح الآخرين شيئاً مميزاً لا يوجد عند غيرك إلا بصعوبة ، اعمل على تسويق مشروعك حدد ميزانيتك بدقة ، أحسن مهارة اختيار من يدير عملك، راقب ميزانيتك بكل شفافية و صدق .
آخر تلك المفاتيح و ” سابعها ” هو الحذر من التسويف “ابدأ من الآن” .. و كن على يقين بأنك حتماً ستواجه تحديات من جهة الأولاد و الزوجات غير العاملات على وجه الخصوص و السبب هو عدم إدراك تلك الفئات غالباً ، كم من التعب و الإنهاك المبذول من أجل الحصول على هذا المال طبقاً لقاعدة “ ما يأتي سهلاً يذهب سهلاً ” لذلك عليك اللجوء إلى ما يسمى بـ “ الإدارة المالية على المكشوف” اشرح لهم مواردك المالية ، و أهدافكم المستقبلية ، و اجعلهم يتشاركون معك في التخطيط لتحقيق حلم السكن أو السيارة الواسعة أو السفر .. و كل الأهداف الأخرى التي تستدعي ادخاراً دقيقاً واعياً ، و إذا لزم الأمر ، فوض للزوجات و الأولاد مهمة تدبير ميزانية البيت وفق مصروف محدد ، يشرفون بأنفسهم عليه .
تذكر دائماً أن الشوكلاتةالمحتشدة بكثافة عند “ كاشير ” المحاسبة إنما وضعت للشجعان الذين لا يأبهون للمغريات حتى آخر لحظة يودِّعون فيها السوق.
ما لا تملك ثمنه فانت لاتحتاجه