حين يتمرّد الأطفال أمام الرفوف المكسوة بالألعاب، يضعف الأهل أمام دموعهم من جهة ويعمدون الى تحقيق مبتغاهم للتخلص من الصراخ والعناد خصوصاً في حال اكتظاظ المحال التجارية بالزبائن من جهة أخرى.
هي حال معظم الأولاد، من هنا أجمع المحللون على ضرورة تلقين التربية الشرائية للأبناء عن عمر مبكر، ومهما اشتد إلحاحهم، على الأهل إدراك أهمية عدم الاستسلام لكافة الطلبات نظراً لما في ذلك من نتائج سلبية على تكوين شخصيتهم.
إليكِ بعض النصائح التي تساعدك على كيفية التصرف تجاه الطلبات الشرائية اليومية لأبنائك؟
ـ لتعليم أطفالك قيمة الأشياء، عليكِ عدم الاستجابة الى كافة طلباتهم في الوقت عينه، حتى ولو كانت القدرات المادية كافية لتحقيق ذلك.
ـ يُنصح بضرورة توجيه الأبناء منذ الصغر نحو شراء البضاعة اللازمة، أي في حال كانت موجودة في المنزل عدم شرائها من جديد، إضافة الى ضرورة جعل الطفل يميّز بين غرضٍ وآخر إن من حيث أهميته أو حتى سعره كي يكتسب سياسة التحكم بالأموال.
ـ من المحبذ أن يترافق الشراء مع جدول مكافآت على عمل جيّد قام به الأبناء لتشجيعهم على السلوك السليم.
ـ الابتعاد عن التوبيخ أو الضرب في حال أصرّ الطفل على عملية الشراء واستبدالها بالحوار والإرشاد وبعض الوعود شرط تحقيقها في الوقت المناسب.
ـ في حال تمتع العائلة بالغنى الفاحش، يجب عدم إظهاره للأبناء أثناء التسوق، خصوصاً أن الحياة غدارة وتفادياً للمشاكل السيئة التي قد تنتج في المستقبل في حال تبدّلت الظروف وتحولت العائلة من غنية الى معتدلة وحتى فقيرة.
ـ يجب التنبه الى أن الولد أنانيّ في طلباته ويريد تنفيذها في اللحظة ذاتها، لذلك يجب عدم الاستسلام للطلبات واعتماد أسلوب الحوار والتفاهم أثناء عملية الشراء. فالغرض الذي لا يحتاجه الطفل يجب الامتناع عن شرائه واستبداله بما يحتاجه. أما إذا نُفذت كافة الطلبات وبسرعة قياسية، فهذا الأمر "يزيد الطين بلة" ويصعب بعدها التوقف عن هوس الشراء.
نوبات شرائية
تبدأ النوبات الشرائية في عمر الثلاث سنوات وتمتد حتى الستة سنوات تحت غطاء العصبية والصراخ، من هنا يجب تدريب الطفل على مبدأ المصروف الشخصي وكيفية التحكم به، كما يُنصح بأن يكون مصروفاً أسبوعياً. وأثناء التسوّق، نعطيه الخيار لانتقاء ما يحتاج بمبلغ مالي محدّد، فننمي لديه بهذه الطريقة حسّ المسؤولية وحرية الاختيار.
أما في عمرٍ متقدم، أي بين الـ7 و12 سنة، فتعتبر مرحلة حسّاسة حيث يتفاجأ الأهل بالطلبات التي قد تفوق في بعض الأحيان قدراتهم الشرائية كالحاجة الى الخلوي أو الكمبيوتر أو أجهزة الكترونية متطورة. وفي هذا الإطار، على الأهل إنضاج فكر أبنائهم ليعادلوا ما بين المخصصات الشهرية والمدفوعات الشرائية.
البذخ المفرط
أما العمر الذي يحتاج الى عناية دقيقة فهو عمر المراهقة حيث يتمرد الأبناء ليحصلوا على طلباتهم فيضعون الأهل أمام الأمر الواقع. وتتعدد الطلبات في هذه المرحلة وتتأرجح بين الألبسة ذات الماركات العالمية، الأكسسوارات التي تواكب الموضة كالنظارات الشمسية وصولاً الى اقتناء سيارة . وفي هذا المضمار، يعتبر الحوار سيّد الموقف إذ يجنّب الأهل الوقوع في الفخ وإعطائهم الخيارات التي تتناسب مع القدرات الشرائية وعدم الانصياع لكافة الرغبات لأنها وخصوصاً في عمر المراهقة لا تنتهي.
في المقابل، يؤدي البذخ المفرط من قبل الأهل في إطار الدلال و"إشباع العين" الى خلق تصرفات سيئة من قبل الأولاد على المدى البعيد كالتمرد على الأمور الحياتية والقوانين وصعوبة تقبّل الواقع المرير في حال وقوعهم فيه فينتج منه بعض الأمراض النفسية والاكتئاب. من جهة أخرى، إذا تمكن الأهل من كبح الطلبات الشرائية بطريقة ذكية، ينجحون في خلق تصرفات سليمة لأبنائهم تعوّدهم على تخطي المصاعب في المستقبل.
منقول