تخطى إلى المحتوى

كيف رد الأمير تركي على دعوة رئيس المخابرات الإسرائيلية لزيارة الكنيست؟

كيف رد الأمير تركي على دعوة رئيس المخابرات الإسرائيلية لزيارة الكنيست؟

خليجية

رفض رئيس المخابرات السعودية الأسبق، الأمير تركي الفيصل، عرضًا تقدم به رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلي الأسبق عاموس يدلين، لزيارة الكنيست، وعرض مبادرة السلام التي أطلقتها المملكة، مؤكدًا أن العواطف لا تُفيد في بحث عملية السلام. جاء ذلك على هامش مشاركتهما في مناظرة مباشرة نظمها مركز "جيرمن مارشال فند أوف يونايتد ستايتس" وبثها مباشرة الاثنين (26 مايو 2024)، وتناول خلالها كلٌّ من "الأمير تركي" الذي يرأس حاليًّا مجلس الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، و"يدلين" الذي يدير معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب؛ قضايا المنطقة. بدأت المناظرة بتوجيه الأمير تركي الاتهام للجانب الإسرائيلي بكونهم السبب في حالة الجمود التي تشهدها المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بسبب تعنتهم في كثير من القضايا، مثل قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين يصر الجانب الإسرائيلي على السماح لعدد ضئيل منهم بالدخول للأراضي الفلسطينية. ونبه الأمير إلى ضرورة الجلوس مع الفلسطينيين على مائدة المفاوضات للتفاوض في المسائل المتنازع عليها، مثل: مسألة اللاجئين، والقدس، وغيرها من القضايا العالقة. ورد يالدين على ذلك الاتهام بالمطالبة بنسيان الماضي، والنظر للمستقبل، وأعرب عن احترامه المبادرة. وعند سؤاله من قبل مدير الحوار، الصحفي ديفيد إغناتويس، الكاتب ومدير التحرير المساعد بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، حول مبادرة السلام السعودية التي تبنتها الجامعة العربية، رد يدلين بالقول: "ليست لدينا مشكلة في مبادرة اتفاق السلام السعودية، ولكن المشكلة أنها تحولت إلى مبادرة ترغب الجامعة العربية في إملائها علينا". من جانبه، اعتبر الأمير تركي الفيصل أن مجرد طرح المبادرة خطوة كبيرة إلى الأمام، خاصة أن الدولة الأولى التي وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل، وهي مصر، تعرضت لقطيعة كاملة قبل عقود، كما كان العرب يرفضون استخدام اسم إسرائيل نفسه، ويكتفون بوصفها بـ"الكيان المزعوم". وشكك الأمير تركي في صحة ما أدلى به الجنرال يادلين، قائلا إن إسرائيل هي التي ترفض السير في خيارات السلام، وتساءل: "لدينا اليوم مبادرة سلام للمرة الأولى.. فلماذا لا تقبل إسرائيل التفاوض مع لبنان مثلا، أو حل قضايا اللاجئين، والقدس، وسواها". وردًّا على مواقف الأمير، قال عاموس إن معظم الإسرائيليين لا يعرفون بنود مبادرة السلام السعودية، وتوجه إلى الأمير بالقول: "أعرض عليك القدوم إلى القدس، والصلاة في المسجد الأقصى، والتحدث من الكنيست إلى الإسرائيليين الذين لا يعرف غالبيتهم المبادرة العربية". وأثار العرض حفيظة الأمير تركي الذي رد بالقول: "لا يمكن أن أفكر بهذا العرض، والجنرال يعرف ذلك، وأظن أن من المهم التفاوض بجدية، وليس استخدام العواطف من أجل تحويل الانتباه عن القضايا المهمة، وهي السلام، أما استخدام الدعوة لتصويري وكأني حجر عثرة فهذا مبالغ فيه.. الأمر منوط بالقيادة الإسرائيلية التي عليها إعلام شعبها بأهمية السلام". وأردف قائلا: "القيادة الإسرائيلية كانت تقول لشبعها إنها لا تريد سوى أن يجلس العرب معها للسلام، ولكن اليوم ترفض تلك المبادرة، مع أنه ما من خطر عليها أمنيًّا لأنها تمتلك قنابل نووية -ربما ساهم الجنرال بنفسه في بنائها- والعرب ليسوا مجانين، وهم يدركون تفوقها العسكري، ولا يهددون بشن حروب، بل بعقد السلام. أما دعوتي إلى الكنيست للتحدث قبل أن يشرح قادة إسرائيل لشعبهم أهمية السلام فهو يشبه القول بأن البيضة تسبق الدجاجة". في المقابل، نفى عاموس أن يكون قد استخدم العواطف بدعوته، قائلا: "هذا ليس خطابًا عاطفيًّا. إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مستعد للذهاب إلى مكة أو جدة غدًا. فعندما نرى زيارة شخصية من دولة محترمة إلى إسرائيل فسيحصل ما يكسر الجمود الذي نراه حاليًّا". وحول الموقف من إيران، قال عاموس إن طهران لا يفصلها عن بناء قنبلة نووية سوى أشهر معدودة، مبديًا تشاؤمه حيال مسار المفاوضات معها. ووصف إيران بأنها ليست "مصدر قلق لإسرائيل فحسب، بل للمنطقة برمتها، فهي تدعم بقاء الرئيس السوري بشار الأسد، وتتدخل في البحرين واليمن"، مضيفًا: "بلادي ستفعل كل ما بوسعها من أجل التأكد من عدم حصول إيران على السلاح النووي". من جانبه، قال الأمير تركي الفيصل إن السعودية كانت تتمسك على الدوام في الجامعة العربية بالدعوة إلى منطقة خالية من سلاح الدمار الشامل بالشرق الأوسط، وَتَوَجَّهَ إلى الجنرال الإسرائيلي بالقول: "إسرائيل لديها هذا السلاح النووي، وهذا أمر معروف". وحول الوضع في سوريا، قال الأمير السعودي إن الوضع فيها يشبه "الجرح الذي يحتاج إلى تنظيف" مقترحًا إجراء عملية التنظيف تلك من خلال تسليح المعارضة، على أن يتدخل المجتمع الدولي في وقت لاحق ويدعم المعارضة لإعادة بناء الدولة، والمساعدة على عدم وقوع السلاح بيد جماعات متطرفة تستغله لضرب الغرب، كما جرى في أفغانستان بعد الحرب مع السوفيت. وشدد الفيصل على أن المعارضة السورية تريد الحفاظ على هيكل الدولة، فهي لم تطالب بإسقاطها بل "تنظيفها من مرتكبي الجرائم" وحذر من مخاطر "إدارة الظهر" لسوريا، معتبرًا أن ذلك سبق وجرى في أفغانستان، وأدى إلى ما أدى إليه، بينما قال عاموس إن هناك حاجة إلى "تحييد" الدعم الذي يصل إلى الأسد من الخارج. وردًّا على سؤال حول حظر أنشطة جماعة الإخوان المسلمين في المملكة، قال الأمير تركي إن القرار "لم يُتخذ عشوائيًّا، أو لمجرد الرغبة في الظهور بمظهر الداعم للحكومة المصرية" وإنما "بعد مراقبة ودراسة مستفيضة لنشاط الجماعة في المملكة، وليس خارجها فحسب". وختم الأمير السعودي بإعادة التعقيب على الدعوة لزيارة القدس، قائلا: "لدي طموح شخصي لإحلال السلام، وهو تنفيذ حلم والدي الأخير بالصلاة مجددًا في القدس، القبلة الأولى للمسلمين، وهو أمر لا يمكنني فعله الآن.. لكنني أحلم بالسفر من الرياض إلى القدس، والصلاة في المسجد، وزيارة أضرحة الأنبياء إبراهيم وموسى وهم كلهم من الأنبياء الذين ذكرهم القرآن، ورؤية الأماكن التي حررها صلاح الدين من الصليبيين، وتذوق البرتقال من يافا". اقرأ أيضا: تركي الفيصل يتحدى الرئيس السابق للمخابرات الإسرائيلية بمناظرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.