تخطى إلى المحتوى

كيف نتعامل مع مراهقة ملتزمة بشعائر الدين لكنها حزينة ومكتئبة دائما؟

كيف نتعامل مع مراهقة ملتزمة بشعائر الدين لكنها حزينة ومكتئبة دائما؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: جزاكم الله خير الجزاء على هذا المجهود الطيب.

أختي لديها بنت عمرها 13 سنة، هي تصلي ومتحجبة وتدرس جيداً، لكن المشكلة أن هذه البنت لا تتقبل النصح، وتشعر أن الكل ضدها، الأب، الأم، الإخوان، هي تحفظ القرآن، ولكن تتكاسل وتحفظه عند الذهاب فقط، هي لا تخرج ولا تبحث عن صديقات، فقط في البيت، أختي تسأل: كيف تربي هذه البنت؟ بعدما كانت هادئة الآن أصبحت عنيفة مع إخوتها البنات، مع العلم هي أصغر البنات، وأيضاً هي تشعر دائماً بالتعب والكسل، ولا تستطيع الحراك والنشاط مثل باقي البنات في سنها، هي لا تلعب ولا تقفز، ودائماً حزينة ومكتئبة. أخذتها إلى دكتورة عدة مرات، وأخبرتها الطبيبة أنها بخير، لكن العكس صحيح.

ملاحظة: هي أصبحت بهذه الحالة منذ أن كانت في الخامسة من عمرها، لأنها كانت من الأوائل في المدرسة، وحلمت مرةً، أن أحدهم قرصها في فخذها وقامت من النوم تصرخ من وجع القرص، ومن ذلك اليوم وهي تعاني، بعد الرقية تتحسن لتعود للحالة وتتخيل أشياء كثيرة ليس لها وجود، وأثناء الرقية الشرعية تبكي بحرقة. وصغيرة أختي ملتزمة بدين الله، وتربت على الإسلام والأدب والأخلاق الطيبة، لا تقبل الأغاني ولا المحرمات في بيتها، ربما يستمعون في غيابها والله أعلم، وعذراً على الإطالة.

أرجوكم أن تفيدوها، فهي تعاني مع هذه البنت، ولكم الأجر والثواب.

الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بدايةً نشكر لكم الثناء على الموقع، ونؤكد أن هذا واجب وشرف لنا أن نكون في خدمة أبنائنا وبناتنا، الذين نسأل الله أن يصلحهم ويسددهم، ونؤكد أن -ابنتنا الفاضلة- أولاً: تدخل مرحلة عمرية جديدة، الأمر الثاني: باعتبارها صغيرة يبدو أنها وجدت الدلال ثم انسحب البساط من تحتها، ما يحصل منها من توتر يتناسب مع طبيعة المرحلة العمرية، وطبيعة ما حصل لها في صغرها، ولذلك نتمنى أن تواصلوا معها الرقية الشرعية، وأن نركز في هذا الجانب، وأرجو أن تقتربوا منها وتحاوروها ولا تتركوها تنعزل عنكم.

ليس من الضروري أن يهجم عليها الجميع، ولكن أقرب الناس إليها يحاول أن يجلس إليها، نحاورها، نستمع إليها، نلبي لها طلبات، نجعلها تتكلم عما في نفسها، وحقيقة هي متميزة، ونحن لا بد أيضاً عندما يكون لنا أطفال متميزون، لامعون، أذكياء، لهم مواهب لا بد أن نحصنهم بالأذكار، وعلينا أن نعمر البيت أيضاً بتلاوة سورة البقرة، وعليها أيضاً أن تقرأ أذكار الصباح والمساء، والأمر – إن شاء الله تعالى – ليس فيه ما يزعج، ولكن المهم أن تتعاملوا معها بمنتهى الهدوء، فتجنبوا الأوامر واستبدلوها بالحوار، تجنبوا التسخط عليها، وحاولوا أن تصادقوها وتقتربوا منها، وتأمنوها، وتقنعوها، وتحاولوا أيضاً أن تعاملوها على أنها صديقة كما قلنا فهي الآن في مرحلة جديدة.

كذلك أيضاً ينبغي أن نراعي ونبحث عن أسباب توترها، ونفورها، وبعدها عن الآخرين، وهذا لن يحدث إلا إذا اقتربنا منها، عندها ستعبر عما في مكنونات نفسها، والأمر – إن شاء الله – سهل، والعلاج – بإذن الله – سهل وواضح، ولكن نتمنى أن لا تنزعجوا، وأن لا تشتدوا عليها، وأن لا تحاصروها، وأن تنقدوها أن كون هذه الأشياء لا تناسب المرحلة التي هي فيها، نسأل الله لها الهداية والتوفيق والصلاح.

وقد أسعدتنا هذه المحافظة منها على الدين وعلى الصلاة، والأسرة أيضاً نشكر لكم هذا التمسك بالدين، وينبغي أن نزداد جميعاً تمسكاً وإقبالاً على الله، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

منقووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.