استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا لدي مشكلة أنه عندما يتحدث إلي الآخرون لا أستطيع التفاعل معهم، أي عندما يقولون شيئا مضحكا لا أستطيع الضحك، أضحك ولكن يظهر علي أني لا أريد الضحك، وأشعر بالتوتر الشديد حتى مع عائلتي، وأنا أرى أن السبب هو أن عائلتي لا يتكلمون كثيرا معي بسبب الخلافات التي بيننا، على الرغم أنني لم أكن كذلك قبل هذه الخلافات.
وهناك سبب آخر كذلك أنه في المدرسة كانت هناك فتيات يضايقنني وكن يسخرن مني لاستفزازي، أنا كنت أتضايق وتأثرت كثيرا بسبب هذا الموضوع، حتى أصبحت أخاف الذهاب إلى المدرسة إذا كانت صديقتي ستغيب خوفا من أن يتعرضن لي، حتى انتهت السنة ثم قررت عندما نعود إلى المدرسة السنة المقبلة أني سأوقفهن عند حدهن، ثم عدنا إلى المدرسة وأصبحت أمثل أنني غاضبة ولا أكلم أحدا ولا أضحك أبدا، والذي يكلمني أكلمه بنبرة الغضب، نجحت هذه الخطة وأصبحن لا يقتربن مني ولا يؤذينني أبدا، ولكني أصبحت انطوائية وعدوانية جدا، ولا أحد يحاول أن يكلمني، كنت أريد أن أرجع مثل قبل، ولكني لم أستطع، حتى صديقتي أصبحت لا أستطيع التحدث معها مثل السابق.
أرجو منكم أن تساعدوني لأني لا أريد أن أكون وحيدة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا بما في نفسك.
من الطبيعي أنك إن تربيت في جو أسري لا يحبون التعبير كثيرا عما في أنفسهم، أن تشعري بما تشعرين به الآن، فهذه نتيجة طبيعية، وأضيفي إلى هذا الجو المدرسي السلبي من انتقاد بعض الطالبات لك، ولكن يبدو أنك استطعت إيقافهن عن إيذائك.
ومن الطبيعي أيضا وبسبب أنك حاولت أخذ موضوع إيذاء الطالبات بجدية، وأنك حاولت إيقافهن عن التعرض لك، من الطبيعي أنك لن تكوني كما كنت من قبل، ولكن طالما أنك حققت ما تريدين في المرحلة السابقة، فيمكنك الآن أن تعودي تتواصلي معهن بالطريقة التي كنت عليها في الماضي، والأرجح أنهن تعلمن كيف يتعاملن معك باحترام، والذي أتوقعه أنك ستستطيعين الآن العودة والتواصل معهن بالطريقة الجديدة المتوازنة، بين الإفراط والتفريط، والغالب أنك قد حصلت على احترامهن الآن، فيمكنك الآن الاسترخاء قليلا، وترك صديقاتك يرون الوجه الآخر الطيب والمحب للخير لكل الناس، فأنت كما يقول عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-: "لست بالخبّ، والخبّ لا يخدعني" فأنت لست مكّارة إلا أنك لا تسمحين للمكارة أن تتعرض لك بالإيذاء.
ولا تنسي أنك في هذه السن المبكرة 16، حيث ما زلت في النصف الثاني من مرحلة المراهقة، وهي مرحلة تعلم المهارات الاجتماعية، وتنمية الهوية الاجتماعية، مما سيعينك على تحديد مكانك في المجتمع وعلاقاتك مع الناس من حولك، فاطمئني بأنك ستجتازين هذه المرحلة بسلامة -إن شاء الله-.
وفقك الله، وكتب لك الخير والفلاح.
منقووووووووووول