معظم الأشخاص الأذكياء يعتقدون أنهم أفضل من غيرهم في أداء أي مهمة تلقى على عاتقهم ، و قد بدأت هذه
المشكلة منذ صغرهم حين كان يوكل إليهم القيام بالمشاريع الجماعية مع أصدقائهم سواء في المدرسة أو الجامعة .
هناك قاعدة مشهورة للعمل يطلق عليها اسم قاعدة 80/20 و التي تقول بأن (80% من العمل المطلوب
يقوم به 20% من الأشخاص الموكلين به)
، و هذا ما يحدث في أغلب المشاريع الجامعية التي يقوم بها مجموعة من الأشخاص ، فيقرر أكثر الأشخاص
ذكاءً في كل مجموعة القيام بحصة الأسد من الأعمال المطلوبة. فهؤلاء الأشخاص لا يرغبون في المخاطرة
بدرجاتهم في مقابل توزيع العمل بالتساوي على جميع أفراد المجموعة ، ويعتقدون أن من الأفضل أن يقوم
الأشخاص الأكثر ذكاءً بالعمل كله بنفسهم دون مساعدة من أحد .
و من هنا تبدأ دورة العمل عند أولئك الأذكياء ، فهم يقومون بكل شيء أفضل من غيرهم . يكتبون و يخططون و يفكرون
بشكل أفضل . فهم أفضل في كل شيء إلى أن يحين وقت إدارتهم لأعمالهم الخاصة ، و من هنا تبدأ الكارثة .
هناك 24 ساعة في اليوم الواحد يحتاج فيها الشخص لأن يأكل و يشرب و يستحم و ينام بالإضافة إلى العديد من
الأعمال الأخرى .
و لا يحتمل الأذكياء أن يخطئ شخص ما عندما يساعدهم في أعمالهم ، فهم لا يثقون بأي أحد و يريدون القيام بكل شيء
بأنفسهم ضمن الوقت المتاح لهم . فهم عالقون في متاهة وظيفة الشخص الواحد ، و ينتهي بهم الأمر في غالب الأحيان في
الأعمال التي ليس لها تطور وظيفي .
لدلك نرى أن الاتكاليين أفضل من غيرهم في ريادة الأعمال فمن المثير للاهتمام أن بعض الاتكاليين أفضل في ريادة
الأعمال من أي شخص آخر " فائق الذكاء " . و ذلك لأنهم يعرفون كيف يحيطون أنفسهم بالأذكياء ليقوموا بالمهام
الصعبة عنهم و هم يمتلكون القدرة على جعل الآخرين يقومون بعملهم هم أنفسهم .
—————————————————–
يتصف الأشخاص فائقو الذكاء بحبهم للانفراد بأسلوبهم الخاص الذي يبتعد كل البعد عن البساطة و الاعتيادية ، فكلما كانت
الأمور أكثر تعقيداً و اختلافاً ، كلما كانت أفضل بنظرهم ، و لكن طبيعة الأعمال الخاصة تختلف عن ذلك في كونها قائمة
على البديهيات البسيطة البعيدة عن التعقيد و التكلف . فإذا نظرت إلى خطوط التجميع في أي مصنع إنتاج عملاق أو إلى
التواجد العالمي لمطاعم ماكدونالدز، فقد تعتقد بأنها تعج بالعمليات المعقدة، إلا أنها في الواقع عبارة عن سلسلة من الوظائف
و العمليات البسيطة للغاية . فكل مهمة تتم تجزئتها إلى مجموعة من الخطوات التي يسهل إتباعها . فالذي يعمل في خطوط
التجميع يقوم بمجموعة من المهام المتتابعة التي تتشابه في طبيعتها بحيث تكون واضحة و سهلة
—————————————————–
إحدى المشاكل التي تواجه الأذكياء عندما يرغبون في إطلاق أعمالهم الخاصة هو أنه لديهم الكثير ليخسروه . فكلما كنت
أكثر ذكاءً تتوافر لديك المزيد من الفرص و الخيارات لكسب المال عن طريق التطور الوظيفي في مختلف المجالات.
مما يعني بأن أمامك العديد من الفرص التي قد تضيعها بالمقارنة مع شخص عادي ليس لديه ما يخسره و يكسب أقل منك
بكثير . تسمى هذه الحالة بمعضلة ( القيود الذهبية ) حيث أن لديك الكثير لتخسره مما يعني بأنك تحتاج لفرصة عمل
خاصة بك لتعوضك عن كل ما هو متاح لك ليصبح عملك الخاص فرصة ذهبية لا تعوض .
فلنفترض أنه قد أتيحت لك فرصة كسب 250 ألف دولار أمريكي في العام الواحد من إحدى الوظائف ، بالتالي عليك
أن تكسب خمسة أضعاف ما يكسبه شخص يجني 50 ألف دولار أمريكي في العام الواحد لتحصل على نفس العائد .
بالإضافة إلى ذلك ستكون فرصة مضاعفة العوائد السنوية التي تكسبها من عملك أصعب بكثير مما هو عليه
الأمر لو كنت تكسب 50 ألف دولار أمريكي فقط .
و بالتالي ، و مع كثرة الفرص التي قد تخسرها، تتعدد الخيارات التي يمكن أن توفر لك المزيد من الأعمال الجيدة ،
و لا تتفاجأ إذا وجدت أن الأشخاص الذين توقعت أن يكونوا الأكثر نجاحاً في حياتهم ينتهي بهم المطاف في إحدى
الشركات العادية ، في حين أن شخصاً آخر أقل ذكاءً بكثير يكون أكثر نجاحاً في عمله الخاص
.:: اخيراً ::
نسبة الذكاء التي تتمتع بها يجب أن تعتمد على مدى قدرتك على أداء الأعمال أو نقلها لغيرك
في الواقع يكون الأذكياء معتادين على أداء جميع الأعمال بأنفسهم ، و بالتالي فهم لا يتعلمون أهم
المهارات التي تساهم في إنجاح أعمالهم الخاصة
بما في ذلك المهارات المرتبطة بنقل أكبر نسبة ممكنة من الأعمال للغير أو أداء هذه الأعمال .
و حتى تكون ذكياً بالفعل لا بد لك من توجيه من يمتلكون المقدرة من حولك حتى يقوموا باستخدام
المهارات التي يمتلكونها بأفضل أسلوب.