اما بعد فاني لما رايت العلم انضر بضاعة ايقنت ان طلبه افضل تجارة .فاغتربت للرواية ولزمت العلماء للدراية.ثم اعملت نفسي في جمعه وشغلت ذهني بحفظه حتى حويت خطيره واحرزت رفيعه ورويت جليله وعرفت دقيقه وعقلت شارده ورويت نادره ثم صنته بالكتمان عمن لا يعرف مقداره ونزهته عن الاذاعة عند من يجهل مكانه وجعلت ان اودعه من يستحقه وابديه لمن يعلم فضله واجلبه الى من يعرف محله وانشره عند من يشرفه واقصد به من يعظمه . اذ بائع الجوهر وهو حجر يصونه باجود صوان ويودعه افضل مكان ويقصد به من يجزل ثمنه ويحمله الى من يعرف قدره على انه لا يستحق بسببه ان يوصف بالفضل بائعه ولا مشتريه ولا يستوجب ان يحمد من اجل المبالغة في ثمنه مقتنيه. والعلم يذكر بالرجاحة طالبه وينعث بالنباهة صاحبه ويستحق الحمد عنه كل العقلاء حاويه ويستوجب الثناءمن جميع الفضلاء واعيه ويفيد اسنى الشرف مشرفه ويكتسب ابقى الفخر معظمه
عن الامام ابو علي القالي