وما هو المطلوب منا في رمضان ؟ هل هو الصوم أم الصيام ؟
موضوع هام جدا قد يجهله الكثير من الناس ، ومن الضرورة بمكان معرفة الفرق بين الصوم والصيام وحتى نعرف الإجابة يجب علينا أن نعرف معنى كلمة الصوم ومعنى كلمة الصيام ؟
الصيام معناه : الامتناع عن الطعام والشراب فقط والدليل قول الله تعالى لمريم عليها السلام في سورة مريم :
( فكلي واشربي وقري عينا ، فإما ترين من البشر أحدا فقولي اني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا ) ..
ففي بداية الآية قال لها الله عز وجل : كلي واشربي ، وفي نهايتها جعلها تقول أنها صائمة .. فهي صائمة مع أنها تأكل وتشرب .. وهذا يسمى الصوم فالصوم : هو الامتناع عن كل المحرمات وكل الأمور التي تفسد الصيام غير الطعام والشراب ..
وقد يقول قائل : ان الله تعالى قال : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) ولم يقل كتب عليكم الصوم ، إذن المطلوب منا هو الصيام وليس الصوم ؟
الإجابة : بكل تأكيد لا ، فالمطلوب منها هو الصوم مع الصيام والدليل هلى هذا الكلام قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه )
ولماذا لم يقل الله في كتابه : " كتب عليكم الصوم "
لأنه قال في آية أخرى " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزّل إليهم " والنبي قد بين لنا أن المطلوب منا هو الصوم . أما الحديث الواضح الذي يبين هذا صراحة فهو الحديث الذي يرويه النبي عن رب العزة ،يقول : " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأن أجزي به "
وقوله صلى الله عليه وسلم أيضا : " الصوم جُنََـــة " وجُنة معناها (بضم الجيم ) : حماية ووقاية ( أي حماية ووقاية من الشهوات في الدنيا ومن العذاب الأليم في الآخرة )
فمن السهل أن يمتنع الانسان عن الطعام والشراب من الفجر إلى المغرب ، لكن الصعب أن يمتنع عن الشتيمة وعن الغيبة وعن الكذب وعن قول الزور وعن النظر الى المحرمات وعن سماع المحرمات وحتى عن ترك بعض المباحات كالجماع في نهار رمضان…
فالصوم : هو من يطهر القلب واللسان من كل ما هو جارح لشخصية الانسان السوي المتزن وهو من يجعل الانسان أكثر قربا من الله في الدنيا وأكثر قربا من النبي في الآخرة
هذا والله أعلم
صلوا عليه وسلموا تسليما .. حتى تنالوا جنة ونعيما
الله يجزي من يصلي مرة .. عشرة ويسكن في جنان مقيما
ان الصلاة على النبي وآله .. فرض من ينكره نال جحيما
من لم يصلي لم يفز بشفاعته .. ويذود عن حوض النبي أثيما
صلوا عليه وسلموا تسليما