استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم..
ما هي الدلالة الصحيحة عن الرضا بعد الاستخارة وتجنب الحيرة في ذلك؟ خاصة عندما تكون الفتاة مترددة ومتخوفة من موضوع ما، وتجد نفسها متضايقة، وتتهرب عند سماع خبر أهل الخاطب بالنوم، وقلبها يعتصر ألما عند رنين الهاتف، ولم تشعر بطعم الحياة منذ تلك الفترة، علما بأن الخاطب خلوق ومتدين، ومن عائلة محترمة، ولكن بعد كل صلاة تخبر أهلها بضيقها من ناحيتهم، ولكن الأهل يريدونه، وهي تداوم على الأدعية والاستغفار وتركت الأمر لله.
ولكن العيب أن أهل الخاطب هم من يسردون الشروط، وعلى أهل الفتاة التنفيذ، وشروط أهل الفتاة لا تعجبهم أبدا، لا يريدون أن تعمل وتستقل بذاتها نفسيا ومعنويا، وهي تخاف من بخل الشاب وذلها له، وأيضا لا يريدون عمل فرح لها وهي ترغب بذلك، مع أن حالتهم المادية جداً عالية، ولكن الأهل وافقوا على تلك الشروط، ولم يهتموا لرغبات الفتاة التي تعبت وهي تخبرهم رأيها ولكن لا فائدة من ذلك، فماذا تفعل؟ وما نصيحتكم لها؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lyla حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك، ونشكر لك هذا السؤال الرائع، ونسأل الله أن يُقدِّر لك الخير حيث كان ثم يُرضيك به.
إذا كان الأمر -كما ذكرتِ- أن الخاطب صاحب دين، وأن أهله أسرة محترمة، وأن أهلك يرغبون بالارتباط به، فإننا سنقف معك عند مسألة واحدة: هل تجدين في نفسك ميلاً إليه؟ هل تقبلين بشخصيته دون النظر إلى أهله وشروطهم؟ هذا أمر ينبغي أن يكون واضحًا، لأن العبرة بدخول هذا الشاب إلى قلبك، وبارتياحك له، وبارتياحه لك، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
ولا شك أن مثل هذه الشروط تجلب الضيق، وغالبًا يكون الضيق الحاصل من التخوف من هذه الشروط ومن هذه الأشياء التي يشترطها أهل الخاطب، ولولا أن الخاطب متميز لما رضي أهلك بمثل هذه الشروط، وأعتقد أن بعض الشروط ربما يكون أقرب إلى الشرع، فإن في كثير من الأفراح والمناسبات الضجيج والمعاصي وفيها مخالفات لرب الأرض والسموات.
أما بالنسبة لما يتعلق بمسألة الاستخارة: فإن الاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولا يلزم بعد الاستخارة ألا تحدث مشاكل، وألا تحدث صعوبات، خاصة عندما يكون لها أسباب واضحة، لكن المؤمنة تستخير، والمؤمن يستخير من بيده الأمر ومن بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، وهي دعاء، وتوكل، وهي لجوء إلى الله تبارك وتعالى، وهي تفويض الأمر إلى الله تبارك وتعالى، ولن تندم من تستخير، ولكن الاستخارة لا تعني ألا توجد صعوبات أو عقبات.
ولذلك نتمنى أن تُكملي هذا المشوار طالما كانت الأمور عادية، أما ما يحدث لك في النوم من الانزعاج فإن ما يُفكّر به الإنسان في يقظته يأتيه في نومه، والانزعاج في الخارج وفي حال الصحو ينعكس على حياة الإنسان في حال نومه، فالجئي إلى الله تبارك وتعالى، وقدّري الأمور، وانظري للمسألة من كافة الزوايا، واعلمي أن الشاب المتدين الخلوق عملة نادرة، والمسألة ليست مجرد شروط، ولكن هي فعلٌ للصواب وسعيٌ في رضا ربنا الوهاب.
نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونكرر: لا يلزم بعد الاستخارة أن يرى الإنسان حلمًا، أو يرى شيئًا، ولا يلزم بعد الاستخارة ألا تحدث صعوبات تواجه الإنسان في طريقه.
نسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
منقووووووووووول