"لقد نفد صبري… ولم أعد أطيق تحمل هذا الفهم الخاطئ".. هكذا بدأت إسراء المبتعثة السعودية في لندن، مقالها لتبث من خلاله، بأسلوب فكاهي، ما تشعر به من غضب جراء اعتقاد الجميع أنها ما دامت سعودية فهذا يعني أنها غنية ولا تحتاج للعمل، لافتة إلى أن الأثرياء العرب الذين يجوبون شوارع لندن بالسيارات الفارهة إن هم إلا قلة قليلة جدا من إجمالي الشعوب الخليجية. وفي مقال نشرته على صفحتها الخاصة "ديزينر إسراء" بموقع "بلوج سبوت" أبدت إسراء اندهاشها الشديد من الفهم الخاطئ لكثير ممن تلتقيهم بلندن بأن جميع السعوديين أغنياء للغاية وأنهم محملون بأموال طائلة جراء ما تفيض به عليهم الحكومة من أموال كثيرة. وتؤكد كلامها قائلة: "لقد بلغ الأمر ببعضهم لأن يسألني إن كنت أحتاج لأن أعمل عندما أعود للمملكة. لقد قالوها لي صراحة: ألا تقوم الحكومة بتوفير مسكن ودخل دائم لكل مواطن لذا أنتم لا تحتاجون للعمل". وتؤكد إسراء أن هذا الاعتقاد الخاطئ أصبح شائعا للغاية حتى أنها عندما تبلغ هؤلاء الذين تحادثهم أن الأمر مختلف تماما فكل المواطنين السعوديين ليسوا أغنياء، إلا أنها عندما تبلغهم بهذا الأمر تكاد تجزم من ملامحهم، بأنهم يعتقدون أنها كاذبة وأنها لا تخبرهم بالحقيقة. وأبدت إسراء رضاها عن حكومة بلادها قائلة إنها تعد نفسها محظوظة للغاية بما توليه الحكومة السعودية من عناية بمواطنيها، مضيفة أنها لا تستطيع أن تنكر أن الحكومة تنفق الكثير من الأموال على المبتعثين وعلى التعليم العام وعلى المستشفيات الحكومية المكتظة بالمرضى وأشياء أخرى إلا أن كون الحكومة غنية وتحصد البلايين جراء بيع البترول لا يعني أن يكون جميع المواطنين السعوديين أغنياء. وأفادت المبتعثة أن المجتمع السعودي، مثله مثل جميع المجتمعات الأخرى، يعاني بعضه البطالة وضيق ذات اليد وقلة فرص العمل. وتقول إسراء إن المملكة لم تكن بمنأى عن المشاكل المالية العالمية التي واجهت جميع بلاد العالم ما أدى لتحول كثير من العائلات السعودية المنتمية للطبقة فوق المتوسطة إلى الطبقة تحت المتوسطة؛ الأمر الذي أدى لنزول المرأة السعودية للعمل من أجل معاونة زوجها على تحمل الأعباء المادية والنهوض بالمستوى العام لأسرتها. وخصصت إسراء جزءا من مقالها، للحديث عما يعانيه الشباب السعودي من أجل استكمال دراستهم الجامعية والحصول على عمل يوفر لهم دخلا يكفي حاجتهم المعيشية. وترى إسراء أن الشباب السعودي يدخل في منافسة شديدة من أجل محاولة الالتحاق بواحدة من الجامعات الحكومية العامة وإلا يجدون أنفسهم مضطرين للالتحاق بإحدى الجامعات الخاصة المنتشرة في جميع أنحاء المملكة ما يعني إثقال كاهل عائلة الشاب أو الشابة السعودية بنفقات التعليم الجامعي الباهظة. وسرعان ما تنتهي سنوات التعليم الجامعي الأربعة أو الخمسة ليستعد بعد ذلك الشاب السعودي للدخول إلى الجهاد الأعظم في حياته وهو البحث عن وظيفة تناسب مؤهلاته وتوفر له دخلا جيدا يمكنه من الانفاق على أسرته. وتؤكد إسراء أن هناك القليل من الشباب السعودي المحظوظ الذي يخرج للعالم ليجد عائلته الغنية تؤازره وتوفر له فرصة عمل سريعة وجيدة في تجارة الأسرة أما غالب شباب المملكة فهم يعانون إما قلة فرص العمل المتاحة أو قلة الدخل الذي يوفره لهم العمل الذي التحقوا به، حيث إن متوسط الدخل الذي يحصل عليه الشاب السعودي لا يكاد يكفي جميع حاجاته المعيشية من مأكل ومشرب ومواصلات ومصاريف أخرى. وأنهت إسراء مقالها بتأكيد أن هؤلاء الأثرياء العرب الذين يجوبون شوارع لندن بسياراتهم الفارهة لا يمثلون إلا نسبة صغيرة من المجتمع السعودي وإن المجتمع السعودي مثله مثل باقي المجتمعات يعاني أفراده الكثير من المشكلات الحياتية التي تؤرقه.
مبتعثة سعودية: البريطانيون يعتقدون أننا جميعا أغنياء.. مللت هذه النظرة