هل مصير البريد الإلكتروني إلى سلة المهملات مثل التلكس والتلغراف وغيرهما من أدوات الاتصال التي كنا نحبها ثم نبذناها؟ هذا ما يعتقده تيري بريتون الرئيس التنفيذي لشركة ATOS لتكنولوجيا المعلومات.
يمنع بريتون موظفي شركته من تبادل الرسائل الإلكترونية على اعتبار أن وسيلة الاتصال هذه أصبحت قديمة وتضيع الوقت. فهو يزعم أن 10 في المائة من الرسائل الإلكترونية، التي كان يتلقاها موظفوه، كانت مفيدة، بل وأكثر من ذلك فهو يعتقد أن «طوفان المعلومات سيكون من أكبر المشكلات التي تواجهها أي شركة مستقبلاً، لقد حان الوقت للتفكير في هذا الموضوع بشكل مختلف».
واستبدلت شركة ATOS البريد الإلكتروني الداخلي بين موظفيها بالرسائل المباشرة ضمن خدمة تشبه الدردشة الجماعية المسُتلهمة من مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر، وبذلك أمكن لموظفي الشركة توفير %20 من الوقت الذي يقضونه على الرسائل الإلكترونية.
وقد تبنى استراتيجية بريتون بالفعل الشباب الذين بدأوا يعزفون عن الرسائل الإلكترونية التي تم تطويرها لأول مرة عام 1971، على اعتبار أنه عفا عليها الزمن. فقد أظهرت الدراسات انخفاض نسبة استخدام الرسائل الإلكترونية بنسبة %31 في أوساط الفئات العمرية من 12 ـ 17 عاماً هذا العام وبنسبة %21 لدى الفئات العمرية من 18 ـ 24 عاماً.
وقد حلّت خدمة الرسائل النصية المباشرة IM التي يقدمها ماسنجر بلاكبيري وياهو، والمصممة لخفض التكلفة والاتصال المباشر، محل الرسائل الإلكترونية التي ينظر اليها ابناء الجيل الجديد على أنها وسيلة مضنية للاتصال، ومن المتوقع أن يزيد مستخدمو خدمة IM عن 1.3 مليار شخص مع حلول عام 2024.
ويقول مؤسس موقع فيسبوك، مارك زوكربيرغ إن «طلاب المدارس لا يستخدمون الرسائل الإلكترونية، بل يستخدمون رسائل SMS أكثر، لأن الناس يميلون ويريدون أشياء خفيفة مثل IM وSMS للتواصل».
ومع ذلك، فإذا قُدّر لهؤلاء الشباب التوظف في إحدى الشركات، فسيجدون انفسهم امام طوفان من الرسائل الإلكترونية الاعلانية، لقد زاد عدد الشركات التي تبعث بأكثر من 50 ألف رسالة اعلانية شهريا بشكل تدريجي على مدى السنوات الأربع الماضية، حيث كانت تشكّل %40 من الشركات عام 2024 ووصلت الى %60 منها عام 2024، وتشّكل الرسائل الالكترونية الاعلانية حاليا اكثر من %89 من البريد الإلكتروني عموما.