مجلة تايم الأمريكية: السعوديون يبحثون عن حلول بعد إرتفاع المخاوف
اخبار السعوديه اخبار عاجله 2024
قالت مجلة تايم الأمريكية في عددها الصادر أمس الأول، إن الارتفاع المفاجئ في حالات الإصابة بفيروس التناذر التنفسي ميرز (كورونا) في السعودية جاء بعد أن تأكدت جهات بحثية متعددة أن الإبل لها دور في نقل عدوى الفيروس، ما أشار إلى ارتفاع في حالات الإصابة التي يصعب علاجها بفيروس كورونا، وهي تشبه الالتهاب الرئوي، لكنها تسبب الموت لدى كل شخص من ثلاثة أشخاص يصابون به، وهو ما أكد ما كان يعرفه العلماء من قبل عن المرض، ويبدو أن الإبل هي مستودعات الفيروس، وتنقله إلى البشر بسهولة أكبر مما ينقله البشر بين أنفسهم. وهناك إشارات إلى ارتفاع معدل العدوى بين البشر، لكنها غير واضحة بسبب الاستجابة الحكومية البطيئة، التي لم تؤكد ما إذا كان الفيروس يمر بطفرات.
وأضافت المجلة: لكن مع الارتفاع في حالات الإصابة، هناك مشاعر قلق بأن هذا ربما يكون في سبيله إلى التغير. وإذا أصيب الفيروس بالطفرة نتيجة انتقال العدوى من شخص لشخص، فإن هذا ينطوي على نتائج كارثية بالنسبة لمناسبة سنوية أخرى، وهي موسم الحج والزيارات إلى مكة والمدينة. هذا العام سيجتمع أكثر من مليون مسلم من مختلف أنحاء العالم في الأسبوع الأول من تشرين الأول (أكتوبر)، ثم يعودون بعد ذلك إلى أوطانهم. وفي عصر من السفر الدولي فإن هذا زاد بشكل عجيب من انتشار الفيروسات التي من قبيل سارس، ويقول علماء الفيروسات إن تصاعد المخاوف من ذلك هو أمر واضح تمام الوضوح.
وتابعت: تعمقت مشاعر القلق المذكورة بعد الإخفاق في تأكيد ما إذا كان الفيروس فعلاً يمر بطفرات، حيث لم يتم إجراء التجارب التي تكشف عن التغيرات، ولم تشارك السلطات الدولية، كما يشتكي علماء الفيروسات. وقارن إيان ماكي، وهو أستاذ مساعد في مركز أبحاث الأمراض المعدية في جامعة كوينزلاند، بين معالجة السعوديين لفيروس كورونا واستجابة الصين في عام 2024 لوباء إنفلونزا الطيور، وقال: “هذا أمر يبعث على الإحباط. مع فيروس H7N9 قدمت الصين تقريباً معلومات كثيرة فوق الحد. كنا نشعر بالقلق حول خصوصية بعض المرضى، بالنظر إلى مستوى التفاصيل التي كانت تعطيها الصين”.
وأضاف ماكي لمجلة تايم: “لكن نجد عكس ذلك تماماً في السعودية، حيث إنك في بعض الحالات لا تستطيع حتى أن تعرف جنس المريض. كما أن منظمة الصحة العالمية لا يبدو أنها تحصل على المعلومات أيضاً”. والواقع أن المنظمة كادت تؤكد أنها لا تمتلك أحدث المعلومات من وزارة الصحة السعودية، في رفضها التعليق على الحالات أخيرا. وقال مكتب المنظمة في رد بالبريد الإلكتروني على أسئلة من مجلة تايم: “نفيدكم بأننا لا نستطيع التعليق على أحدث أرقام فيروس كورونا، على اعتبار أننا لا نمتلك آخر أعداد الحالات. كما أننا نستطيع فقط أن نعطي معلومات وتعليقات عن الحالات التي تم إخطارنا بها رسميا من الدولة العضو، وهي السعودية”.
ويقول تقرير مجلة التايم إن المخاوف من أن الفيروس يمكن أن يكون قد تعرض للطفرات تتركز على مجموعتين من الحالات بين العاملين في الرعاية الصحية: الأولى في جدة، التي يمر بها الحجاج الآتون من خارج السعودية في طريقهم إلى مكة، والمجموعة الثانية بين عمال الفرق الطبية في أبو ظبي. ويقول ماكي، الذي تحدث عن المجموعتين في مدونته على الإنترنت، إنه يستطيع أن يرى تفسيرين ممكنين: “الأول هو تفكك سيئ وواسع النطاق في بروتوكولات السيطرة على العدوى ومنعها” بين العاملين في الرعاية الصحية – بمعنى إخفاق الممرضات أو الأطباء في استخدام القفازات أو الأقنعة أو الإجراءات المعروفة الأخرى المصممة لمنع العدوى أثناء العمل مع أحد مرضى الفيروس. مثل هذا التفكك ربما يكون ممكناً حتى في بلد خليجي غني ولديه معدات جيدة، كما قال ماكي، لكن أن تحدث الحالتان في وقت واحد فهذا “سيكون إلى حد كبير نتيجة للصدفة”.
وما هي الإمكانية الأخرى المثيرة للخوف؟ يقول ماكي: “المجال الآخر هو أن الفيروس تغير وأصبح من السهل أن ينتقل عن طريق البشر”. وهذا يثير القلق إلى ما وراء الشرق الأوسط بكثير. وأوضح مايكل أوسترهولم، مدير مركز أبحاث الأمراض المعدية في جامعة منيسوتا في حديث إلى محطة الراديو العامة: “حين ينقل البشر العدوى إلى البشر الآخرين، فهذا ما يسبب اندلاع الوباء على المستوى العالمي. نحن نشعر بقلق شديد (من خلال ما رأينا خلال الأسبوعين السابقين) أننا ربما وصلنا هذه النقطة الآن”.
سواء تعرض الفيروس لطفرات خطرة، فهذا لا يمكن معرفته إلا حين يفحص السعوديون التركيب الجيني لأحدث عينات من الفيروس ويشاركوا نتائجهم مع الآخرين. وقالت منظمة الصحة العالمية إنها “تعمل بصورة وثيقة” مع المملكة، لكنها لم تصدر أي نتائج. وهناك طريقة أخرى لمعرفة ما إذا كان الفيروس مر بطفرات، وهي إذا كان هناك ارتفاع كبير في عدد الإصابات. لكن حيث إن عدد الحالات في مختلف أنحاء العالم هو 344 حالة فقط حتى الآن – قبل عقد أصاب فيروس سارس ثمانية آلاف شخص وقتل 775 شخصاً – فإن هذا العدد يظل قليلاً والوعي في تزايد. وحيث إن هناك خطراً من العدوى الجماعية في الهواء هذا العام، فإن العالم ربما يأمل في رد فعل من السعودية أفضل مما حصل عليه حتى الآن.
اخبار السعوديه اخبار عاجله 2024
مجلة تايم الأمريكية: السعوديون يبحثون عن حلول بعد إرتفاع المخاوف
قالت مجلة تايم الأمريكية في عددها الصادر أمس الأول، إن الارتفاع المفاجئ في حالات الإصابة بفيروس التناذر التنفسي ميرز (كورونا) في السعودية جاء بعد أن تأكدت جهات بحثية متعددة أن الإبل لها دور في نقل عدوى الفيروس، ما أشار إلى ارتفاع في حالات الإصابة التي يصعب علاجها بفيروس كورونا، وهي تشبه الالتهاب الرئوي، لكنها تسبب الموت لدى كل شخص من ثلاثة أشخاص يصابون به، وهو ما أكد ما كان يعرفه العلماء من قبل عن المرض، ويبدو أن الإبل هي مستودعات الفيروس، وتنقله إلى البشر بسهولة أكبر مما ينقله البشر بين أنفسهم. وهناك إشارات إلى ارتفاع معدل العدوى بين البشر، لكنها غير واضحة بسبب الاستجابة الحكومية البطيئة، التي لم تؤكد ما إذا كان الفيروس يمر بطفرات.
وأضافت المجلة: لكن مع الارتفاع في حالات الإصابة، هناك مشاعر قلق بأن هذا ربما يكون في سبيله إلى التغير. وإذا أصيب الفيروس بالطفرة نتيجة انتقال العدوى من شخص لشخص، فإن هذا ينطوي على نتائج كارثية بالنسبة لمناسبة سنوية أخرى، وهي موسم الحج والزيارات إلى مكة والمدينة. هذا العام سيجتمع أكثر من مليون مسلم من مختلف أنحاء العالم في الأسبوع الأول من تشرين الأول (أكتوبر)، ثم يعودون بعد ذلك إلى أوطانهم. وفي عصر من السفر الدولي فإن هذا زاد بشكل عجيب من انتشار الفيروسات التي من قبيل سارس، ويقول علماء الفيروسات إن تصاعد المخاوف من ذلك هو أمر واضح تمام الوضوح.
وتابعت: تعمقت مشاعر القلق المذكورة بعد الإخفاق في تأكيد ما إذا كان الفيروس فعلاً يمر بطفرات، حيث لم يتم إجراء التجارب التي تكشف عن التغيرات، ولم تشارك السلطات الدولية، كما يشتكي علماء الفيروسات. وقارن إيان ماكي، وهو أستاذ مساعد في مركز أبحاث الأمراض المعدية في جامعة كوينزلاند، بين معالجة السعوديين لفيروس كورونا واستجابة الصين في عام 2024 لوباء إنفلونزا الطيور، وقال: “هذا أمر يبعث على الإحباط. مع فيروس H7N9 قدمت الصين تقريباً معلومات كثيرة فوق الحد. كنا نشعر بالقلق حول خصوصية بعض المرضى، بالنظر إلى مستوى التفاصيل التي كانت تعطيها الصين”.
وأضاف ماكي لمجلة تايم: “لكن نجد عكس ذلك تماماً في السعودية، حيث إنك في بعض الحالات لا تستطيع حتى أن تعرف جنس المريض. كما أن منظمة الصحة العالمية لا يبدو أنها تحصل على المعلومات أيضاً”. والواقع أن المنظمة كادت تؤكد أنها لا تمتلك أحدث المعلومات من وزارة الصحة السعودية، في رفضها التعليق على الحالات أخيرا. وقال مكتب المنظمة في رد بالبريد الإلكتروني على أسئلة من مجلة تايم: “نفيدكم بأننا لا نستطيع التعليق على أحدث أرقام فيروس كورونا، على اعتبار أننا لا نمتلك آخر أعداد الحالات. كما أننا نستطيع فقط أن نعطي معلومات وتعليقات عن الحالات التي تم إخطارنا بها رسميا من الدولة العضو، وهي السعودية”.
ويقول تقرير مجلة التايم إن المخاوف من أن الفيروس يمكن أن يكون قد تعرض للطفرات تتركز على مجموعتين من الحالات بين العاملين في الرعاية الصحية: الأولى في جدة، التي يمر بها الحجاج الآتون من خارج السعودية في طريقهم إلى مكة، والمجموعة الثانية بين عمال الفرق الطبية في أبو ظبي. ويقول ماكي، الذي تحدث عن المجموعتين في مدونته على الإنترنت، إنه يستطيع أن يرى تفسيرين ممكنين: “الأول هو تفكك سيئ وواسع النطاق في بروتوكولات السيطرة على العدوى ومنعها” بين العاملين في الرعاية الصحية – بمعنى إخفاق الممرضات أو الأطباء في استخدام القفازات أو الأقنعة أو الإجراءات المعروفة الأخرى المصممة لمنع العدوى أثناء العمل مع أحد مرضى الفيروس. مثل هذا التفكك ربما يكون ممكناً حتى في بلد خليجي غني ولديه معدات جيدة، كما قال ماكي، لكن أن تحدث الحالتان في وقت واحد فهذا “سيكون إلى حد كبير نتيجة للصدفة”.
وما هي الإمكانية الأخرى المثيرة للخوف؟ يقول ماكي: “المجال الآخر هو أن الفيروس تغير وأصبح من السهل أن ينتقل عن طريق البشر”. وهذا يثير القلق إلى ما وراء الشرق الأوسط بكثير. وأوضح مايكل أوسترهولم، مدير مركز أبحاث الأمراض المعدية في جامعة منيسوتا في حديث إلى محطة الراديو العامة: “حين ينقل البشر العدوى إلى البشر الآخرين، فهذا ما يسبب اندلاع الوباء على المستوى العالمي. نحن نشعر بقلق شديد (من خلال ما رأينا خلال الأسبوعين السابقين) أننا ربما وصلنا هذه النقطة الآن”.
سواء تعرض الفيروس لطفرات خطرة، فهذا لا يمكن معرفته إلا حين يفحص السعوديون التركيب الجيني لأحدث عينات من الفيروس ويشاركوا نتائجهم مع الآخرين. وقالت منظمة الصحة العالمية إنها “تعمل بصورة وثيقة” مع المملكة، لكنها لم تصدر أي نتائج. وهناك طريقة أخرى لمعرفة ما إذا كان الفيروس مر بطفرات، وهي إذا كان هناك ارتفاع كبير في عدد الإصابات. لكن حيث إن عدد الحالات في مختلف أنحاء العالم هو 344 حالة فقط حتى الآن – قبل عقد أصاب فيروس سارس ثمانية آلاف شخص وقتل 775 شخصاً – فإن هذا العدد يظل قليلاً والوعي في تزايد. وحيث إن هناك خطراً من العدوى الجماعية في الهواء هذا العام، فإن العالم ربما يأمل في رد فعل من السعودية أفضل مما حصل عليه حتى الآن.
أخبار محلية