استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة في كلية الطب البشري، عمري 20 سنة، وأنا لم أدخل السنة الأولى بعد، وكانت السنة الماضية هي عبارة عن مرحلة الإعداد الطبي، ونجحت في تلك السنة بتقدير جيد جداً.
والمشكلة الآن هي ضياع الوقت، فأنا تخرجت من الثانوية في سنة 2024م، ونحن سنبدأ سنة أولى طب بشري في شهر 10 القادم -بمشيئة الله-، أنا عندما تخرجت من الثانوية كانت نسبتي 96% فرع علمي، وكانت أحلامي كبيرة وطموحي عاليا.
أما اليوم فأنا أشعر بالهم والغم، فالعمر يمضي والوقت يضيع، وكما أنني في الفترة الماضية رفضت عروضا للزواج أرى أنها ممتازة، والله أشعر بالحيرة بين طموح الطب وطموح الاستقرار، الخيار صعب وغير سهل، ولكن أنا لا أستطيع البقاء بدون شهادة جامعية تساعدني في حياتي، وأجد بها وظيفة تناسبني، وأحقق بها الاستقرار النفسي والمهني، على الرغم من أننا -والحمد لله- غير محتاجين للمال، فأبي رجل غني -والحمد لله-، ومستقبلي المادي -الحمد لله- جيد، ولقد قام أبي بعمل عقد هبة لعمارة مكونة من العديد من الشقق، لكن ليس المال فقط هو ما أريد من الوظيفة، بل الاستقلال والعمل.
الحياة مملة جداً في المنزل، وأفكر بأن أنتقل إلى كلية التقنية الطبية على أساس أنها 4 سنوات، وأكثر ما يضايقني هو كثرة تأجيل الدراسة بكلية الطب البشري، وهو صعب على المرأة جداً، ولكن ستبقى عقدة الطب في نفسي ما عشت لو أقدمت على التراجع عن الطب البشري.
والإنسان رغماً عنه يميل إلى مقارنة نفسه بالغير، فنحن من عائلة أغلبها أطباء، عمي طبيب مشهور، وبناته الأربعة طبيبات، وأنا بيني وبين نفسي لست أقل من أحد، وموضوع الزواج وكثرة العروض جعلتني أفكر جدياً بموضوع الزواج، خصوصاً -ولله الحمد- كل من يراني يبهر بجمالي، وخصوصا أننا من عائلة معروفة، ويبقى الطب حلمي وحياتي، ولكن للاعتراف أن الطب ليس بالمستوى المطلوب في بلادي.
أنا أطلب المساعدة منكم، وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريماس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في موقعك، ونهنئك على النجاح والطموح والنعم التي وهبها لك الوهاب، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يعينك على الشكر، وأن يلهمك السداد والرشاد.
وننصحك بعدم تفويت فرصة الزواج إذا طرق الباب صاحب الدين والأخلاق، واعلمي أن شهادات الدنيا ومناصبها لا تسد مكان الزواج ولا تشبع حاجة الأنثى للأمومة.
والدنيا سمعت هتاف من صرخت: "خذي شهاداتي كلها واسمعيني كلمة ماما"، أرجو أن يدرك الجميع أن الزواج لا يمنع الاستمرار في الدراسة، وقد مرت بنا نماذج حية؛ لأن الزواج يوجد دوافع وطموحات ويصبح للنجاح قيمة، أكبر كما أن الزواج هم؛ فإذا طوى الإنسان ملفه تفرغ لما بعده فأنجز وأبدع.
ونحن لا نؤيد فكرة تغيير التخصص الذي تجدين في نفسك الميل إليه، بل استمري في الطب البشري، واقصدي نفع الناس بعد إرضاء رب الناس، ولا شك أن رأي والديك له أهميته، والمؤمنة تستشير وتستخير وترضى بما يقدره ربنا القدير.
نحن ندعوك إلى الاستمرار في دراستك، وإذا طرق الباب زوج مناسب فتوقفي لإكمال نصف الدين، واتفقي معه على مواصلة الدراسة، والحب تضحيات، ونجاح الزوجة يفرح الزوج، والطب من أشرف الأعمال، وبناتنا وأمهاتنا بحاجة إلى طبيبات حتى لا يحرجن بالتعامل مع الرجال.
وأكرر لا تفوتي فرص الزواج ولا تردي الصالح من الخطاب، واحمدي من وهبك الجمال، وأغناك من المال واشكريه، فبشكره تنالين المزيد وتتحقق لك الآمال.
نسعد بتواصلك مع موقعك لمتابعة المستجدات، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بالصبر والإخلاص والاحتساب، ونسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يأخذ بيدك إلى الصواب.
منقووووووووووول