تخطى إلى المحتوى

محللون: عاصفة الحزم ستسحق الحوثيين دون أن تهزمهم

  • بواسطة
محللون: عاصفة الحزم ستسحق الحوثيين دون أن تهزمهم
خليجية

بعد سوريا والعراق جاء دور اليمن للدخول في دوامة من الصراعات الإقليمية، مع تواصل قصف الطيران السعودي ضد الميليشيات الشيعية الحوثية وحلفائها في أجزاء مختلفة من اليمن، فيما واصلت طهران تنديدها الشديد بهجمات الرياض والتحالف العربي.

هذا التحالف يمتنع لحد الآن عن أي تدخل على الأرض لاستعادة الأراضي التي فقدها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والذي لم تتمكن قواته من صد هجوم المتمردين الشيعة.

وقال متحدث باسم التحالف السعودي الذي يضم أكثر من عشر دول عربية، إن "عاصفة الحزم" ليس لديها الآن أي نية للتدخل برًا، لذلك يبدو أن مخاطر التصعيد الحقيقي محسوبة بدقة، وأن المواجهة بين السعوديين والإيرانيين يجب أن لا تتفاقم.

ولكن المراقبين يرون أنه من دون تدخل على الأرض، فمن غير الواضح كيف يمكن لقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي يتمتع باعتراف دولي ودعم من واشنطن، أن تتمكن من استعادة صنعاء ومدن يمنية أخرى.

وترى صحيفة لوبوان الفرنسية في تحليلها الصادر اليوم السبت أن الغارات الجوية ستتيح بالتأكبد منع سقوط عدن، الميناء الجنوبي الكبير، وإنقاذ الرئيس اليمني من هزيمة مذلة. إلا أن قصف التحالف العربي الذي يستهدف أساسا مواقع ثابتة – القواعد والمطارات – قد يؤدي إلى تجميد الجبهة.

ولهذا يخشى بعض المراقبين، أن تنشأ، بسبب الوضع المعقد في اليمن، تحالفات جديدة، وليس بالضرورة لصالح الحوثيين. لكن الرياض التي تقود زمام الأمور في اليمن منذ عقود، لديها المال اللازم لاستقطاب القبائل الرئيسية في المعسكر المنافس.

على الجانب الإيراني، ليس من الواضح إن كان الحرس الثوري الإيراني الذي يعمل بالفعل في العراق إلى جانب الحكومة الشيعية ضد داعش، وفي سوريا مع قوات الرئيس بشار الأسد ضد التمرد السني، سيأتي لمساعدة الحوثيين على نطاق واسع. فهناك عدد من المستشارين الإيرانيين ومن حزب الله اللبناني الذين يؤطرون الحوثيين في اليمن، ولكن عددعم لا يتجاوز بضع عشرات.

ويرى المتابعون للحدث اليمني أنه من الصعب في الوقت الراهن أن نتصور كيف يمكن لقادة إيران المنشغلين بالمفاوضات حول الملف النووي، الدخول في المغامرة اليمنية، ومن ثم في حرب مفتوحة مع الرياض، والتي يمكن أن تكون آثارها سلبية على الاتفاق النووي المحتمل. فلا شك أن اختيار السعوديين التدخل قبل أيام قليلة من نهاية المفاوضات النووية اختيار حصيف ومحسوب.

ولكن مع إضعاف الحوثيين، قد يؤدي قصف التحالف إلى تقوية أعدائه: القاعدة في شبه الجزيرة العربية وداعش. فالدولة الإسلامية التي تنشأ الآن في شبه الجزيرة العربية أعلنت مؤخرا مسؤوليتها عن أول عملية كبرى في اليمن: سلسلة من الهجمات الانتحارية في صنعاء كانت حصيلتها الرسمية 142 قتيلا و 351 جريحا.

على الجبهة الدبلوماسية أظهرت الرياض من خلال هذه العملية العسكرية أن صفحة الملك الراحل عبد الله قد طويت. الملك سلمان ملك حازم، بدأ يأخذ بزمام المملكة. فلا شك أنه بإنشائه في السر لأكبر ائتلاف عربي، نجح الملك الجديد في إعداد عملية جيدة وفاعلة، فالمملكة العربية السعودية تبدو أنها لا تزال زعيمة العالم السني.

وفي اليوم نفسه، شددت مساجد المملكة بالاجماع في خطبها الدينية على ضرورة محاربة الحوثيين وحلفائهم الإيرانيين. وفي طهران، ندد آية الله كاظم صادقي، على العكس، بـ"العدوان" السعودي.

فهل سيكون للصراع بين إيران والمملكة العربية السعودية والصراع الشيعي السني أياما مشهودة في المستقبل؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.