للعلاقة الزوجية ستة مدمرات هي :
أولاً – الغيرة المؤذية:
إن الغيرة في العلاقة الزوجية مطلوبة من الطرفين وهي دليل حب وتعلق بالطرف الآخر، بشرط ألا تكون دائمة ولا قوية أو عنيفة.
ففي هذه الحالة تنقلب إلى سلوك عدواني مؤذ، يجعل الزوج يبتكر طرقًا ذكية للهروب من زوجته أو أن يفكر في الإنفصال، ليتحرر من قيود زوجته وشدة غيرتها .
ثانيًا – الحساسية المفرطة:
وهي أن تظن الزوجة أن كل تصرف يفعله زوجها يريد منه الإساءة لها وهو لم يقصد ذلك، ومن الحالات التي عرضت علي وكانت نهايتها الطلاق، أن زوجة كانت دائمًا تقارن نفسها بأم زوجها حتى كرهت أمه ومن ثم كرهها زوجها، وأخرى كانت تقارن نفسها بأصدقاء زوجها فتحسب الوقت الذي يقضيه معها بالوقت الذي يقضيه معهم، وثالثة كانت تقارن الكلمة التي يقولها لها مع الكلمة التي يقولها لابنته، وكل هذه الحالات من الحساسية المفرطة أدت لتفكك الأسرة وعدم إستقرارها.
ثالثًا – حب السيطرة والتملك:
الكثير من النساء لا يفرِّقن بين الحب المعتدل والحب المتسلط فالمعتدل هو أن تحب الزوجة زوجها مع إعطائه مساحة كافية لحرية الحركة والتصرف.
أما الحب المتسلط فهو الحب الأناني وهو أن تتدخل الزوجة في كل تفاصيل حياة زوجها وتسعى للسيطرة عليه والتحكم فيه، وإني أعرف زوجة كانت تتدخل في مكالمات زوجها وطريقة لبسه، بل وحتى عمله التجاري، ومن غريب ما رأيت أن هذه الزوجة كانت تتواصل مع موظفي زوجها الذين يعملون معه لتعرف كل تفاصيل عمله وتتدخل في حساباته البنكية، وكانت نهاية هذه العائلة أن الزوج تزوج أخرى باحثًا عن الحب المعتدل، ثم طلق صاحبة الحب المتسلط وتركها مع أولادها الخمسة.
رابعًا – التوقعات العالية:
ومن مدمرات العلاقة الزوجية أن تكون توقعات الزوجة عالية جدًا في الزوج والزواج، وغالبًا ما يكون مصدر هذه التوقعات الخيال الواسع أو المشاهد الإعلامية أو قراءة الروايات الرومانسية، فتقبل على الزواج بتوقعات عالية ثم تفاجأ بأن زوجها ليس كما توقعت، فتبدأ مسيرة الإحباط في الحياة الزوجية، ثم تطالب الزوج بمطالب يصعب عليه تنفيذها، فتكون سببًا في هدم الأسرة أو تفككها، وعلاج هذه المشكلة تقليل التوقعات والتعامل مع الحياة بواقعية.
خامسًا – كثرة اللوم:
كثرة لوم الزوجة زوجها وإشعاره بالتقصير في حق بيته وزوجته وأولاده يكون سببًا من أسباب تخليه عن هذه الأسرة وحب العطاء لها، والأسلوب البديل عن كثرة اللوم أن الزوجة تجمع بين اللوم والتشجيع، أو بين الترغيب والترهيب حتى تشعر زوجها بأنه مقصر وفي نفس الوقت تعطيه أملاً ودافعًا، لأن يقدم إنجازًا لها ولأسرتها، وأعرف رجلاً صار يدخل بيته كل يوم متأخرًا هروبًا من كثرة لوم زوجته ونقدها المتواصل له.
سادساً – إرتكاب الذنب :
أما المدمر السادس للعلاقة الزوجية فهو إرتكاب الذنب والمداومة عليه وهذا يشترك فيه الزوجان.
وقد مرت علي قصص كثيرة منها: إن عائلة تفككت بسبب الرشوة، وأخرى بسبب الخمر والمخدرات، وثالثة بسبب العلاقات المحرمة خارج إطار الزواج، وكلما تعاون الزوجان على الطاعة وجدا بركة ذلك في زواجهما.
ووفقًا للترابط أكثر فقد قال تعالى: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن لنحيينه حياة طيبة} [النحل:97].
ومن الحياة الطيبة إستمرار الزواج وبركته، وقد حفظ الله تعالى المال للأحفاد في قصة الجد الصالح في سورة الكهف {وكان أبوهما صالحًا} [الكهف:82]، وهذا بعد أجيال، فكيف لو كان الصلاح بين الزوجين؟!