مرض البول السكري _ الديابيط _

يتصور الاشخاص الذين يعيشون في القرن العشرين ان مرض السكر هو عبارة عن او يعبر عن ارتفاع نسبة السكر في الدم ، انسولين ، وادوية تعمل على خفض نسبة السكر في الدم عن طريق تناولها بالفم ، ومن ثم يغفلون عن انه من مائة عام مضت كانت مسالة تحديد كمية السكر في الدم صعبة جدا ، وفقط في عام 1922 استطاع كل من باتينج وبست ان ينقوا جزئي الالبومين . وفي القرون الماضية كانت فطنة الطبيب او حاسته الطبية هي التي تحدد التشخيص السليم اما مرض البول السكري الديابيطي او مرض السكري الماسخ( واصل المسميين يرجع الى هذه القرون ) .
والاعراض الرئيسية لمرض السكر هي العطش الشديد ( استهلاك زائد من الماء ) الناتج عن التبول بكثرة والناتج بدوره عن الحاجة الملحة للتخلص من كمية السكر الزائدة في الدم عن طريق البول .
والطبيب الماهر في القرن السادس الميلادي كان يتجه نحو التشخيص مستدلا على مرض السكر فقط عن طريق اكتشاف هذه الاعراض ، وبعد تذوقه طعم بول المريضكان يقوم باتمام التشخيص ولتمييز اي من النوعين اصاب المريض فمرض السكر من وجهة نظر الاطباء في هذه الحقبة يكون بول سكري عندما كان طعم البول حلو المذاق ، ويكون ماسخا عندما كان طعم البول معتادا .
ومع اكتشاف عملية التحول الكيميائية للسكر داخل اجهزة الجسم اصبح واضحا السبب الذي من اجله تحدث عملية التبول الكثيفة عند مريض السكر ، بينما توصل العلماء في السنوات الاخيرة فقط الى فهم اسباب مرض البول السكري الماسخ او بالاحرى الاسباب التشخيصية المرضية المميزة لوجود كمية وفيرة من البول غير المركز والذي يشبه الى حد ما الماء. فهذا المرض سببه عدم كفاية افراز الهرمون مانع افراز البول . الامر الذي لا يسمح للكلي القيام بعملية الامتصاص المناسبة . والهرمون مانع افراز البول يتم افرازه في مستوى المخ وقد ينقص نتيجة لامراض مختلفة ولكنها نادرة الحدوث . وكما راينا فان همزة الوصل ما بين السكر الماسخ ومرض البول الديابيطي ليس لها وجود اطلاقا كما امكانية حدوث كل من المرضين تختلف عن الاخرى تماما . مقابل بضعة الاف من حالات مرض السكر الماسخ هناك ملايين من حالات الاصابة بالنوع الاخر ويتبقى بذلك شيء واحد نود ذكره وهو ان مرض البول السكري الديابيطي هو المرض الحقيقي اما مرض السكر الماسخ فهو مجرد اسم التصق قديما بمصطلح غير مناسب له.

اسال الله العافية للجميع

والسلام عليكم ورحمة الله .