لم يكن الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى من المنتظر أن يلقى كلمه أمام البرلمان الإثيوبي أول رئيس مصر يلقى خطابا أمام برلمان دولة أجنبية، فقد سبقه من رؤساء مصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى ألقى كلمة أمام برلمان يوغوسلافيا عام 1959، ثم تلاه الرئيس الراحل أنور السادات خلال خطابه الشهير أمام الكنيست الإسرائيلي نوفمبر 1977 ومن بعده خطاب الرئيس المعزول محمد مرسي فى نوفمبر 2024 أمام البرلمان الباكستاني.
يعتبر السيسي أول رئيس مصري يخطب أمام برلمان دولة أفريقية، فى خطوة اعتبرها دبلوماسيون ومراقبون أنها ستعيد علاقة مصر بالدول الأفريقية إلى مسارها الصحيح بعدما تصدعت خلال فترة حكم الأخوان المسلمين.
دبلوماسيون أكدو أن خطاب الرئيس غدا سيحمل فى مضمونه العديد من الرسائل الإيجابية للدول الإفريقية والشعب الإثيوبي بشكل خاص.
السفير بدرعبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية ، قال لـ شبكة “إرم” إن الخطاب غدا سيشمل رؤية مصر العامة لتوطيد العلاقات مع أديس بابا وخطط التنمية التى من المفترض أن تقوم بها الحكومة المصرية خلال الفترة المقبلة.
وأضاف عبد العاطي، أن الرئيس سيحاول غدا إزالة الشكوك التى أحاطت بالعلاقات بين البلدين خلال العقود الماضية، وإصلاح ما تم إفساده من الأنظمة المصرية السابقة، مؤكدا أن كلمة الغد ستكون بمثابة نقطة انطلاق جديدة ومحورية فى العلاقات بين أديس بابا والقاهرة مؤكدا أن الرئيس المصري سيوضح رؤية مصر حول اتفاقية مبادئ سد النهضة التى تم توقيعها فى الخرطوم وتوضيح الكثير من المفاهيم المغلوطة حول هذا الاتفاق.
فى السياق ذاته، أبدت الدبلوماسية منى عمر، مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون الأفريقية مبعوث الرئيس سابقا إلى عدد من الدول الأفريقية، توقعاتها بأن يكون التأكيد على الحقوق المائية المصرية وأهمية حصتها من نهر النيل، محور خطاب الرئيس السيسي.
وقالت في تصريحات صحافية “أتوقع أن الرئيس سيوضح لأعضاء البرلمان الإثيوبي، وجهة نظر الشعب المصري بخصوص تمسكه بالحق المائي في نهر النيل”.
وأضافت مبعوث الرئيس سابقا إلى عدد من الدول الأفريقية، أن “الرئيس سيحاول في خطابه أن يوضح أهمية الحصة المائية لمصر مع زيادة الكثافة السكانية، وأن المياه بالنسبة لنا عنصر موازٍ للحياة، ليس من الرفاهية، وأن تمسكنا بهذا الحق يأتي من منطلق الاحتياج الشديد وضرورته للحياة”.