مع بعض الناس كن بلا إحســـــــاس
عندما تخاطب ظالمًا ويجتمع معك في مجلس, حذار أن تظهر تواضعك له
أو تبدي له تقديرًا واحترامًا كبيرًا لأنه قد يظن أنك خائف منه
أو أنك ضعيفًا أمامه وسيزداد ظلمه وجبروته.
وعندما تبتلى بامرأة سليطة اللسان فتكون قريبة لك أو من أهلك ,
حذاري أن تحاورها في موضوع ما أو تطيل معها النقاش , حتى
لا تصطدم معها في الرأي وتفتح عليك نافذة مدفعها الرشاش,
فتلقي من لسانها ماكنت تخشاه ولن تتفوه بغير القذائف والقنابل العنقودية.
وعندما يجمعك الفصل الدراسي بتلميذ مغرور ومتكبر,
حذاري أن تسأله كثيرًا عن تلك القاعدة أو ذاك النص ,
لأنه يخفي تحت رداء الغرور والتكبر جهله.
ولا يريدك أن تكتشف ذلك فهو يلقمك بالنهر والزجر
حتى لاتسأله في شيء أو حتى لاتعلم بجهله فتضحك عليه .
وعندما تبتلى بأم أو أب أنانيين ويجهلان الأصول السليمة في التربية
الصحيحة و أهمية الشفقة والرحمة فحذار أن تعاملهما بالمثل ,
أو أن تبدي لهم التأفف والكره لتلك التصرفات الحقيرة,
حتى لاتخسر أجر الصابرين وثواب البارين الطائعين لرب العالمين ..
وتلك منزلة تجعلك في الجنان مع الأنبياء والصالحين وأعلى
من منزلة الملائكة أجمعين.
وعندما يكون أخوك الشقيق أكبر حاسدًا لك وحاقدًا عليك لأنك ذا خلق
رفيع وذا صفات حميدة يتتبع عثراتك ويشوه صورتك عند القاصي
والداني حذاري أن تذكر حسنك أمامه , أو أن تحصي نعم الله عليك
في مجلسه حتى لايموت قهرًا أو تحرقه نار حسده وتصبر على مساوئه
و تروى في محادثته , فلابد للخير الذي زرعته أمك فيه وروته بلبنها
أن ينبت في قلبه يومًا .
أذا كنت ذا شيمة وتحب تقديم العون للآخرين قبل ان يطلبوا منك ذلك
فحذاري من أن تكون كذلك مع اللئيم , فلابد أن تتروى قبل فعل ذلك ,,
فإنه سيجعل عونك المستحب له فريضة في كل حين وبدل أن يشكرك
سينكرها عليك بعد حين وسيقلبها إلى مذمة ترميك في الجحيم.