قال وزير الدولة للشؤون الخارجية نزار مدني، إنه يجب على إيران النأي بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية لجاراتها. وأضاف مدني/ في كلمة له اليوم السبت (6 ديسمبر 2024) خلال إحدى جلسات مدونة "حوار المنامة" الذي بدأ فعالياته بالعاصمة البحرينية المنامة، أمس، ويستمر 3 أيام: "على دول الجوار النأي بنفسها عن التدخل بشؤون جاراتها الداخلية، وعليها الانضمام إلى دول الخليج في محاربة التطرف والطائفية والتصدي للسياسات الإقصائية الفئوية التي ينجم عنها الخراب والدمار". ووصف مدني إيران بأنها "دولة مهمة وعريقة"، معتبرًا أن عليها "لعب دور محوري"، وقال في هذا الصدد: "سنكون في مقدمة المرحبين بهذا الدور الإيراني في سبيل رخائها ونمائها، ونرحب بأن تكون شريكًا كاملاً يضطلع بمسؤولياته تجاه أمن الخليج"، حسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية. وأضاف مستدركًا: "لكن لتؤتي ثمارها يجب أن تتطابق الأقوال مع الأفعال. والبناء على إقامة علاقات جوار سليمة ومستدامة قائمة على أساس عدم التدخل بالشؤون الداخلية، من خلال حسن النية والمصداقية والشفافية". واعتبر مدني أن "الإرهاب لا يفرق بين دولة وأخرى؛ ما يستدعي جهودًا مشتركة من جميع الدول للتصدي له"، مؤكدًا "وجود حاجة دائمة للتعاون الدولي على ضوء أن الخليج يحظى بأهمية استراتيجية فائقة ويتعذر فصل أمن الخليج عن العالم". في سياق آخر، أكد الوزير نزار مدني أن دول مجلس التعاون الخليجي أثبتت أنها "أصلب من أي وقت مضى، بفضل وضوح الرؤيا حتى في أحلك الأوقات"، مشددًا على أن "الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية كانت ولا تزال وستبقى أولى الأولويات التي لا يمكن التفريط فيها، ولا يمكن تحقيق ازدهار أو تنمية إلا بها"، وفق الوكالة البحرينية. ووصف تصميم دول مجلس التعاون بمنزلة "الصخرة التي تتحطم عليها أطماع الطامعين وآمال الحاقدين"، لافتًا إلى أن "الإطار المستقبلي لأمن الخليج يستند إلى بساطة الرؤية الكلاسيكية، ولا حاجة إلى اختراع العجلة من جديد، بل استمرار البناء على الخبرات التراكمية والثبات على ما ترسخ والتكيف مع التغيرات، والارتكاز على 3 أبعاد محلية وإقليمية وعالمية". وأكد مدني أن "سجل دول الخليج حافل بمبادئ الأخوة الإسلامية وحسن الجوار، ولم تقم قط بأي عدوان لحل النزاعات، وامتنعت عن التدخل في الشؤون الداخلية". يذكر أن "حوار المنامة" يعقد سنويًّا في مملكة البحرين؛ إذ يجتمع عشرات من المسؤولين الرسميين ورجال الأعمال والشخصيات الدولية والاقتصاديين والسياسيين والمفكرين الاستراتيجيين من آسيا وإفريقيا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأوروبا لتبادل وجهات النظر إزاء التحديات الأمنية. وتعد الدورة العاشرة من مدونة حوار المنامة، على قدر كبير من الأهمية، بالنظر إلى ما تشهده الساحتان الإقليمية والدولية حاليًّا من تطورات سياسية وأمنية، لا سيما مع تصاعد التهديد الذي يمثله تنظيم داعش. ويتمحور جدول أعمال مؤتمر حوار المنامة في هذه الدورة حول الحرب على الجماعات الإرهابية، إضافةً إلى تداعيات الوضع السوري، والمفاوضات النووية الإيرانية وما بعدها، ودور القوى الخارجية في الخليج.
نزار مدني: على إيران عدم التدخل في الشؤون الداخلية لجاراتها