اخبار السعوديه اخبار عاجله 2024
نص كلمة الملك سلمان في قصر اليمامة اليوم الثلاثاء 10 – 3 -2020
صور, خادم, الحرمين, الشريفين
اجتمع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين في قصر اليمامة اليوم الثلاثاء بولي العهد وأصحاب السمو الملكي ومفتي عام المملكة العربية السعودية وعدد من العلماء والمشايخ والقضاة وعدد من الوزراء ورئيس وأعضاء مجلس الشوري وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وجمعاً من المواطنين.
وفي مراسم الاستقبال أنصت الجميع إلي تلاوة آيات من القرآن الكريم.
وفي سياق متصل ألقي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – أيده الله – خطابا ونصه كالاتي :
بِسْم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أتم علينا نعمته ورضي لنا الإسلام ديناً، والصلاة والسلام علي نبينا محمد أشرف المرسلين وخاتم النبيين وعلي آله وصحبه أجمعين، وبعد:
أيها المواطنون والمواطنات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يطيب لي في هذا اليوم أن أتحدث معكم من قلب يحمل لكم كل المحبة والإخلاص متطلعين جميعاً لغد واعد مشرق مزدهر بإذن الله تعالي.
لقد أسس الملك عبد العزيز رحمه الله وأبناء هذه البلاد دعائم هذه الدولة، وحققوا وحدتها علي هدي من التمسك بالشرع الحنيف واتباع سنة خير المرسلين صلي الله عليه وسلم وخلال العقود التي تلت مرحلة التأسيس إلي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله، ودولتكم ولله الحمد والمنة تسير علي خطي النمو والتطور بكل ثبات مع التمسك بعقيدتها الصافية، والمحافظة علي أصالة هذا المجتمع وثوابته.
لقد منّ الله علي هذه البلاد بشرف خدمة الحرمين الشريفين، وحرصت المملكة منذ نشأتها علي القيام بواجبها ومسؤوليتها، بما يخدم الإسلام، ويحقق تطلعات المسلمين في دوام الراحة والطمأنينة لهم في أداء مناسك الحج والعمرة بكل يسر وسهولة.
أيها المواطنون والمواطنات:
لقد وضعت نصب عيني مواصلة العمل علي الأسس الثابتة التي قامت عليها هذه البلاد المباركة منذ توحيدها تمسّكاً بالشريعة الإسلامية الغراء، وحفاظاً علي وحدة البلاد وتثبيت أمنها واستقرارها، وعملاً علي مواصلة البناء وإكمال ما أسسه من سبقونا من ملوك هذه البلاد – رحمهم الله – وذلك بالسعي المتواصل نحو التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة، والعدالة لجميع المواطنين، وإتاحة المجال لهم لتحقيق تطلعاتهم وأمانيهم المشروعة في إطار نظم الدولة وإجراءاتها.
إن كل مواطن في بلادنا وكل جزء من أجزاء وطننا الغالي هو محل اهتمامي ورعايتي فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخري، وأتطلع إلي إسهام الجميع في خدمة الوطن، ولقد وجهت سمو وزير الداخلية بالتأكيد علي أمراء المناطق باستقبال المواطنين والاستماع لهم ورفع ما قد يبدونه من أفكار ومقترحات تخدم الوطن والمواطن وتوفر أسباب الراحة لهم.
ونؤكد حرصنا علي التصدي لأسباب الاختلاف ودواعي الفرقة، والقضاء علي كل ما من شأنه تصنيف المجتمع بما يضر بالوحدة الوطنية، فأبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات.
وإن للإعلام دوراً كبيراً وفق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف في دعم هذه الجهود وإتاحة فرصة التعبير عن الرأي، وإيصال الحقائق وعدم إثارة ما يدعو إلي الفرقة أو التنافر بين مكونات المجتمع فالواجب علي الإعلام أن يكون وسيلة للتآلف والبناء وسبباً في تقوية أواصر الوحدة واللحمة الوطنية.
إخواني وأخواتي:
إن التطوير سمة لازمة للدولة منذ أيام المؤسس – رحمه الله – وسوف يستمر التحديث وفقاً لما يشهده مجتمعنا من تقدم وبما يتفق مع ثوابتنا الدينية وقيمنا الاجتماعية، ويحفظ الحقوق لكافة فئات المجتمع.
لقد أكدت علي جميع المسؤولين وبخاصة مجلس الشؤون السياسية والأمنية ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، بمضاعفة الجهود للتيسير علي المواطنين، والعمل علي توفير سبل الحياة الكريمة لهم، وهو أقل الواجب المنتظر منهم، ولن نقبل أي تهاون في ذلك. وفي هذا الصدد أخاطب الوزراء والمسؤولين في مواقعهم كافة أننا جميعاً في خدمة المواطن الذي هو محور اهتمامنا، وقد وجهنا بمراجعة أنظمة الأجهزة الرقابية بما يكفل تعزيز اختصاصاتها والارتقاء بأدائها لمهامها ومسؤولياتها، ويسهم في القضاء علي الفساد ويحفظ المال العام ويضمن محاسبة المقصرين.
أبنائي وبناتي:
إن الأمن نعمة عظيمة وهو الأساس في رخاء الشعوب واستقرارها، وعلي الدوام أظهر المواطن السعودي استشعاراً كبيراً للمسؤولية، وشكل مع قيادته وحكومته سداً منيعاً أمام الحاقدين والطامعين، وأفشل – بعد توفيق الله – الكثير من المخططات التي تستهدف الوطن في شبابه ومقدراته. ونقول لأبنائنا وبناتنا ولكل من يقيم علي أرضنا، إن الأمن مسئولية الجميع ولن نسمح لأحد أن يعبث بأمننا واستقرارنا.
أيها الإخوة والأخوات:
لقد كان لارتفاع أسعار البترول خلال السنوات الماضية آثار إيجابية علي اقتصاد بلادكم في المشاريع التي تحققت بحمد الله، وسوف نعمل علي بناء اقتصاد قوي قائم علي أسس متينة تتعدد فيه مصادر الدخل، وتنمو من خلاله المدخرات وإيجاد فرص العمل في القطاعين العام والخاص، وتشجيع المؤسسات المتوسطة والصغيرة علي النمو، ودعمها لتكوين قاعدة اقتصادية متينة لشريحة كبيرة من المجتمع.
وستكون السنوات القادمة بإذن الله زاخرة بإنجازات مهمة، بهدف تعزيز دور القطاع الصناعي والقطاعات الخدمية في الاقتصاد الوطني.
أيها المواطنون الكرام:
إن ما يمر به سوق البترول من انخفاض للأسعار، له تأثير علي دخل المملكة، إلا أننا سنسعي إلي الحد من تأثير ذلك علي مسيرة التنمية، وستستمر – إن شاء الله – عمليات استكشاف البترول والغاز والثروات الطبيعية الأخري في المملكة.
وفي مجال الخدمات، سنعمل علي تطوير أداء الخدمات الحكومية ومن ذلك الارتقاء بالخدمات الصحية لكل المواطنين في جميع أنحاء المملكة بحيث تكون المراكز الصحية والمستشفيات المرجعية والمتخصصة في متناول الجميع حيثما كانوا، وبالنسبة للإسكان فإننا عازمون بحول الله وقوته علي وضع الحلول العملية العاجلة التي تكفل توفير السكن الملائم للمواطن.
وفي مجال التعليم، فقد وجهنا بتطوير التعليم من خلال التكامل بين التعليم بشقيه العام والعالي وتعزيز البنية الأساسية السليمة له بما يكفل أن تكون مخرجاته متوافقة مع خطط التنمية وسوق العمل.
ولأبنائنا وبناتنا أقول : لقد سخرت لكم دولتكم كل الإمكانات، ويسرت لكم كل السبل لتنهلوا من العلم في أرقي الجامعات في الداخل والخارج، والوطن ينتظر منكم الكثير، فعليكم أن تحرصوا علي استغلال أوقاتكم في التحصيل، فأنتم استثمار المستقبل للوطن ونحن حريصون كل الحرص علي إيجاد فرص العمل بما يحقق لكم الحياة الكريمة، وعلي الحكومة والقطاع الخاص مسؤولية مشتركة في هذا الجانب.
ولرجال الأعمال في بلادنا الغالية أقول لهم : أنتم شركاء في التنمية، والدولة تعمل علي دعم فرص القطاع الخاص ليسهم في تطوير الاقتصاد الوطني، فأنتم جزء من نسيج هذا الوطن، الذي قدم لكم الكثير من التسهيلات والامتيازات، وينتظر منكم كذلك الكثير، فعليكم واجب الإسهام بمبادرات واضحة في مجالات التوظيف والخدمات الاجتماعية والاقتصادية.
ولأبنائي البواسل في قطاعات قواتنا العسكرية كافة أقول أنتم محل القلب من الجسد وأنتم حماة الوطن ودرعه وكل فرد منكم قريب مني ومحل رعايتي واهتمامي، والوطن يقدر جهدكم وعملكم، بارك الله فيكم جميعاً، ونحن بصدد تعزيز قدراتكم، بما يضمن بإذن الله تعالي حماية هذا الوطن وتوفير الأمن والأمان للمواطنين.
إخواني وأخواتي:
إن سياسة المملكة الخارجية ملتزمة علي الدوام بتعاليم ديننا الحنيف الداعية للمحبة والسلام، وفقاً لجملة من المبادئ أهمها استمرار المملكة في الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات والمواثيق الدولية، بما في ذلك احترام مبدأ السيادة، ورفض أي محاولة للتدخل في شؤوننا الداخلية، والدفاع المتواصل عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية بشتي الوسائل، وفي مقدمة ذلك تحقيق ما سعت وتسعي إليه المملكة دائماً من أن يحصل الشعب الفلسطيني علي حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.
كما أننا سائرون إلي تحقيق التضامن العربي والإسلامي بتنقية الأجواء وتوحيد الصفوف لمواجهة المخاطر والتحديات المحدقة بهما.
ويصاحب ذلك كله العمل من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في العالم، وإرساء مبدأ العدالة والسلام، إلي جانب الالتزام بنهج الحوار وحل الخلافات بالطرق السلمية، ورفض استخدام القوة والعنف، وأي ممارسات تهدد الأمن والسلم العالميين. ومع بروز ظاهرة التطرف والإرهاب باعتبارها آفة عالمية لا دين لها، اهتمت المملكة بمكافحة التطرف والإرهاب بجميع صوره وأشكاله، أياً كانت مصادره، والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة والهيئات الدولية في مكافحة هذه الآفة البغيضة عبر اجتثاث جذورها ومسبباتها.
نحن جزء من هذا العالم، نعيش مشاكله والتحديات التي تواجهه ونشترك جميعاً في هذه المسئولية، وسنسهم بإذن الله بفاعلية في وضع الحلول للكثير من قضايا العالم الملحة ومن ذلك قضايا البيئة وتعزيز التنمية المستدامة، وسنستمر في العمل علي ذلك مع المنظمات والمؤسسات الدولية والشركاء الدوليين.
أيها المواطنون والمواطنات:
مع شعوري بثقل الأمانة وعظم المسئولية فإنني اسأل الله تعالي أن يمدني بعونه وتوفيقه لتأدية هذه الأمانة علي الوجه الذي يرضيه، وأن يحفظ لوطننا أمنه واستقراره، وأن يأخذ بأيدينا جميعاً، ويوفقنا لنصرة ديننا، الذي هو عصمة أمرنا، ومصدر عزنا، وأن يحقق لنا ما نطمح إليه إنه خير ناصر وخير معين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
> نهر الأخبار العالمية والأخبار المحلية > أخبار محلية