أقرأ كغيري يوميا موضوعات عن دار الاركان لا تستند على معلومات دقيقة ولكنها كلام مجالس مثلما كان يدور عن جبل عمر عندما هبط سعره الى 11 ريال وكان هناك اجتهادات ان ذلك بسبب تعثر المشروع وانسحاب المقاول وانعدام التمويل ولكن بعد ان تم التغلب على تلك الصعوبات صعد السهم الى مافوق 75 ريالا خلال مدة وجيزة استبشارا بمستقبل الشركة واختفى من كان يحذر من الشركة واستفاد من اتخذ القرار الصحيح…
في دار الاركان يتحدث البعض عن بيع المؤسسين لاسهمهم في الشركة وهذه معلومة غير صحيحة فالذي حدث هو اختفاء نسب التملك وتوزيعها على اكثر من محفظة لافراد او مؤسسات تابعة لعدم ظهورهم ضمن كبار الملاك لاهداف مختلفة قد يكون من ضمنها رهن الاسهم لتوفير سيولة او المضاربة بالسهم حتى يحين موعد القطاف الحقيقي والدليل على تواجد الملاك في السهم ان حضور 100 مساهم للجمعية العمومية يمثلون اكثر من 650 مليون سهم من اسهم الشركة بمعنى ان أقل من 100 شخص يمثلون اكثر من 62% من اسهم الشركة علما ان 20 من الحضور يمثلون اكثر من 500 مليون سهم باسمائهم او شركاتهم او عائلاتهم
سبب ما تمر به دار الاركان حاليا من انخفاض الارباح هو انها تمر بمرحلة انتقالية من الاعتماد على مبيعات الاراضي وتحقيق ارباح سريعة الى استثمار تلك الاراضي وتأجير العقارات للحصول على ارباح مستدامه تعزز الدخل الثابت للشركة وهذا ما حدث في اخر مشروعين للشركة وهما مشروع القصر في الرياض ثم مشروع تلال المدينة في المدينة المنورة وحاليا يتم التركيز على ثلاثة مشروعات هي مشروع شمس العروس في جدة وشمس الرياض في شمال الرياض ومؤخرا مشروع جمان في المنطقة الشرقية وستتضمن هذه المشاريع بناء فنادق ومولات وعقارات للتأجير والدخل الثابت كما يحدث في الشركات العقارية الكبرى في كل دول العالم ….
في السابق كان من الافضل للشركة ان تشتري ارض خام ثم تخططها وتبيعها وذلك لتوفر الاراضي وسهولة اجراءات تخطيطها وبيعها ولكن مع شح الاراضي وتعقيدات الامانات بعد مشاكل سيول جدة لم يعد هذا الاسلوب هو الافضل لتنمية ارباح الشركة لذلك قررت الشركة تبني استراتيجية جديدة تعتمد على تكوين محفظة تأجيرية من خلال 50% من اصول الشركة وال50% المتبقية تعتمد على التطوير او البناء ثم البيع
لو كان لديك ارض قيمتها 10 مليار ريال و تحتاج ل 10 مليارات لبنائها وليس لديك سيولة كافية فماذا ستفعل ؟
الخيار الامثل ان تحصل على تمويل وتبني هذه الاراضي وتسدد قيمة التمويل من دخل هذه العقارات وبيع جزء منها وتبقى الاصول المدرة للدخل على المدى الطويل داعم مستمر لأرباح الشركة المستقبلية وبذلك فان الصكوك التي تصدرها الشركة تحول الاراضي الى عقارات مدرة للدخل ويتم تسديد قيمة الصكوك وتبقى العقارات المدرة للدخل تفيد الشركة على المدى الطويل
لا شك ان سعر الشركة الحالي متاثر بشكل كبير بالشائعات والقلق من انخفاض الارباح المؤقت بسبب المرحلة الانتقالية وتغيير استراتيجية الشركة وبمجرد الانتهاء من تكوين المحفظة التأجيرية المدرة للدخل سيتكون للشركة دخل ثابت من اصول الشركة بعد تحويلها من اراضي لا تدر دخلا الى عقارات ومولات وفنادق تدر دخلا ثابتا ومن يتفهم هذه المرحلة ويصبر على الشركة الى ان تحدث لها القفزة السعرية التي حدثت لغيرها من الشركات بمجرد الانتهاء من هذه المرحلة واقتراب مرحلة الحصاد
كما اني انصح كل من يرغب الاستثمار في سوق الاسهم ان يبحث عن الفرص وعندما يقتنص الفرصة بالسعر المناسب لا يهتم كثيرا بما يحدث للسهم او للسوق حتى يحقق اهدافه مالم يستجد امر يغير تلك الاهداف وبالنسبة لي ارى ان الفرصة المواتية في السوق خلال السنتين القادمة ستكون دار الاركان مادام سعرها تحت 15 ريال وفي حال اكتمال تطوير مشاريعها الحالية سيكون الهدف اعلى من 25 ريال ولا شك ان وجود عقاري مثل ماجد الحقيل وزيرا للاسكان سيزيد من وهج شركات التطوير العقاري وسيمنح تسهيلات للتغلب على ماكان يعاني منه عندما كان مطورا عقاريا ضمن فريق رافال…
شخصيا لست قلقا ابدا من قرار استثماري في شركة دار الاركان بسعرها الحالي ولن افكر ببيع السهم بل سأحصل على الارباح من خلال عائدات التأجير المستقبلية بمشيئة الله خصوصا وان فترة الحصاد اقتربت واعلم ان المطلعين القريبين من الشركة لن يمنحونا الفرصة كما حدث مع جبل عمر وغيرها من الشركات التي استبقت مستقبلها وارتفع سعرها قبل ان تحقق اهدافها …