هل تأخر الدورة بعد الولادة علامة على التكيس؟

أود أن أسأل حضرتكم عن انتظام الدورة بعد الولادة، حيث أن دورتي بعد الولادة أصبحت تأتيني متأخرة، كانت تأتي كل 30 يوما وأصبحت تأتي كل 45 يوما، فهل في ذلك مشكلة؟ وهل هذا فعلا يمكن أن يكون علامة من علامات التكيس؟

وسؤال آخر: زاد وزني كثيرا بعد الولادة، وأود أن أتبع وصفات للتنحيف، فهل يؤثر كل من البردقوش والزنجبيل والقرفة والكمون والليمون على الرضاعة، وهل يؤثر عمل التمارين الرياضية على العملية القيصرية؟

بارك الله فيكم ونفع بكم.

الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن الوزن الزائد يعتبر السبب الرئيسي في حدوث التكيس على المبايض، لأنه مع الوزن الزائد تحدث مقاومة لعمل هرمون الأنسولين حول الخلايا، وهو المختص بالتعامل مع السكر، وبالتالي تزيد نسبة الأنسولين في الدم، ويزيد معه هرمون الذكورة، مما يساعد على ظهور بعض الشعر في الوجه والصدر والبطن، وظهور حب الشباب في الوجه، وتأخر الدورة الشهرية وعدم انتظامها، لأن الدورة المنتظمة تتراوح ما بين 21 إلى 34 يوما، ولكن دورة 45 يوما تعتبر غير منتظمة، وذلك في الغالب بسبب التكيس على المبايض، وهي حالة لا تستطيع البويضات الخروج من تحت جدار المبايض السميك وتتحوصل داخل المبايض، مما يؤدي إلى خلل وضعف في التبويض.

ويصبح هرمون أستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية، وبالتالي لا يتم بناء بطانة الرحم جيدا، وتزيد سماكتها على حساب تكون الأنسجة الطبيعية للبطانة، وبالتالي تأتي الدورة الشهرية غزيرة أحيانا، أو يحدث تنقيط أو نزول إفرازات بنية حسب حالة الخلل الحادث، أو تتأخر مدة طويلة.

وبعد الفطام يمكن إعادة تنظيم الدورة عن طريق تناول حبوب دوفاستون، وهي هرمون بروجيستيرون صناعي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ قرصا واحدا مرتين يوميا، من يوم 16 من بداية الدورة حتى يوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 إلى 6 شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية، كذلك بعد الفطام يمكنك تناول حبوب جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغداء والعشاء للمساعدة في ضبط نسبة هرمون الأنسولين، والمساعدة في علاج التكيس.

ولكن تتأخر الدورة الشهرية أيضا في حالة الرضاعة الطبيعية بسبب ارتفاع هرمون الحليب، وبالتالي يجب العمل بقوة على إنقاص الوزن في الشهور القادمة من خلال حمية غذائية، ومن خلال رياضة المشي، حتى عندما يتم فطام الطفل نجد الدورة الشهرية عادت إلى طبيعتها المنتظمة -إن شاء الله-.

مع تناول مشروب أعشاب البردقوش والمرامية، وتناول الفواكه والخضروات وحليب الصويا أو كبسولات فيتو صويا، وتناول كبسولات Total fertility وكبسولات أوميجا 3، وأقراص فوليك أسيد 5 مج يوميا قرصا واحدا، مع تناول قرص بعد الغداء والعشاء من حبوب جلوكوفاج 500 مج لعلاج التكيس وتحسين التبويض، سواء كان وزنك زائدا أم كان الوزن قياسيا، وممارسة قدر من الرياضة مثل المشي، وأعمال البيت والتمارين الرياضية، ولا تؤثر تلك المشروبات أو الأطعمة على الرضاعة الطبيعية.

مع التركيز في كل تلك الفترة على الجماع في الأسبوع الأوسط من الدورة، حيث أن الأسبوع الأول بعد الغسل والأسبوع الأخير قبل الدورة الشهرية الجديدة لا يحدث فيهما حمل، مع نصح الزوج بعمل تحليل مني رابع يوم من الجماع وعرض نتيجة التحليل على طبيب تناسلية؛ حيث أن نسبة 40%من حالات العقم يكون فيها السبب مشاكل عند الرجل، و40% تكون المرأة هي السبب، والنسبة الباقية يشترك الزوجان في السبب.

والأطعمة -أختنا الفاضلة- لها مؤشر يسمى glycemic index أو مؤشر السكر في الطعام، وعلى رأس هذا المؤشر في نسبة السكر الزائد: العسل والتمر ونسبة السكر فيها 100%، وفي أسفل المؤشر الملفوف للأكل على شكل سلطات وليس محشيا بالأرز والمكسرات، وكذلك في أسفل ذلك المؤشر الزهرة والقرنبيط، والأعشاب الخضراء: البقدونس والشبت والجرجير والبصل الأخضر، وتصل نسبة السكر فيها إلى أقل من 10%، وبينهما تتدرج الأطعمة والفواكه والأشربة، فالماء مثلا لا توجد به سعرات حرارية أو سكر، ويستخدمه البعض في الرجيم بدلا عن العصائر، كذلك فإن التفاح الأخضر أقل سكرا من الأحمر، والتفاح الأحمر أقل سكرا من العنب والموز، والعنب أقل سكرا من التمر، وأرجو أن يكون المعنى واضحا الآن، فكل الأطعمة ذات السكر العالي مثل: الشوكولاتة والمياه الغازية والحلويات تزيد الوزن، والأطعمة مثل: السلطات والخضار المطبوخة والطازجة، والفاكهة قليلة السكر، تساعد على إنقاص الوزن، مع تناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف مثل: الخبز السمر والشوفان، والقمح الكامل والجريش.

والقرفة والليمون والزنجبيل من المشروبات التي تساعد على الهضم، ولكن الحذر من إضافة السكر العادي على تلك المشروبات للتحلية، وإلا ضاع الجهد في الحمية، ولا تؤثر التمارين الرياضية والمشي على العملية القيصرية طالما مر الوقت الكافي بعد العملية.