استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم
أعاني كثيرًا في حياتي الاجتماعية بسبب عدم ثقتي في نفسي، والخوف من المواجهة والأعراض التي أعاني منها هي عدم الثقة بالنفس، والخوف من المسؤولية، ودائمًا أحس أنني أقل من المقابل، وأحتقر نفسي، وعندما أتحدث مع شخص معين لا أستطيع النظر في عينيه مباشرة، ولا أعرف السبب، ولا أعرف كيف، وأشعر بارتباك شديد، وأحس أن لساني مربوط عند محاولة التحدث، وأشعر بارتباك شديد عندما توجه لي دعوة لحضور مناسبة اجتماعية، وأظل أفكر طوال الطريق ماذا سوف أقول وكيف سأدخل، وبمن سألتقي هناك؟!
إلى ماذا تشير هذه الأعراض؟ وكيف أعالجها؟ علمًا أنني قرأت العديد من الأدوية التي تخص الخوف والرهاب، فهل يوجد منها دواء ذو آثار جانبية قليلة؟ وهل لهذه الأدوية التي تخص الخوف والرهاب الاجتماعي آثار على الخصوبة والجهاز التناسلي ككل سواء على المدى القريب، أو على المدى البعيد؟ أي الاستمرار في تناولها لعدة أشهر.
شكرًا وبارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصعب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أيها الفاضل الكريم: لا بد أن تعيد تقييم نفسك، فأنت لست أقل من الآخرين بأي حال من الأحوال، مفاهيمك السلبية حول ذاتك لا بد أن تُصحَّحَ، البشر هم البشر صغيرهم وكبيرهم، وصاحب الحظوة في هذه الدنيا والضعيف والقوي كلهم واحد، كلهم بشر، يأكلون ويشربون، وينامون، ويذهبون إلى دورة المياه لقضاء حاجتهم، ويمرضون ويموتون.
فيا أيها الفاضل الكريم: نظرتك نحو الآخرين يجب أن تكون فيها شيء من الإنصاف لنفسك والمساواة الدائمة، ولا خير لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، فيا أخِي الكريم: كن من المتقين، اسعَ لأن تطور ذاتك من خلال الدين، فهذا يعطيك ثقة كبيرة وعظيمة جدًّا في نفسك، وعزة نفس المسلم هي شيء عظيم.
إذًا: افهم ذاتك بصورة صحيحة، لا تحقّرها، لا تقللها أبدًا، وقم ببعض الإنجازات، ببعض الأفعال حتى وإن كانت صغيرة، وكن نافعًا لنفسك ولغيرك في هذه الحياة الدنيا، وهذا يجعلك حقًّا تحسُّ بمكافأة داخلية عظيمة.
نظّم وقتك، فتنظيم الوقت وحسن إدارته يعطي الإنسان شعورًا إيجابيًا جدًّا، شعور الإنجاز، شعور الاستفادة من الحياة ومن الوقت، والشعور باكتساب مهارات جديدة.
حاول – أخِي الكريم – أن تكون لك قاعدة من الإخوان والأصدقاء، الذين تستلهم منهم أشياء مفيدة، فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخالل، ومثل الجليس الصالح كحامل المسك، فإما أن تبتاع منه، وإما أن يُهديك منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة.
المساهمات الإيجابية في شؤون الأسرة حتى وإن كانت بسيطة تعطيك شعورًا عظيمًا جدًّا بقيمة ذاتك.
إذًا خلاصة الأمر: لا تحقّر ذاتك، وأنا أؤكد لك أنك لست بأقل من الآخرين.
العلاج الدوائي (نعم) هو محور آخر مهم، -والحمد لله تعالى- الآن بين أيدينا أدوية فعالة جدًّا، ليس لها آثار جانبية خطيرة، لا تأثير لها على الخصوبة أبدًا، دواء مثل سيرترالين، والذي يعرف تجاريًا باسم (زولفت) من الأدوية الممتازة، آثاره الجانبية بسيطة، وهي أنه قد يفتح شهيتك قليلاً نحو الطعام، وهذا قد يؤدي إلى زيادة في الوزن لدى البعض، وقد ينتج عنه أيضًا تأخر في القذف المنوي عند الجماع بالنسبة للمتزوجين، لكنه لا يؤثر أبدًا على هرمون الذكورة أو الإنجاب عند الرجل.
الجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدأ بحبة واحدة في اليوم، وقوة الحبة خمسين مليجرامًا، تناولها بانتظام ليلاً بعد الأكل لمدة شهر، وبعد ذلك اجعلها حبتين ليلاً – أي مئة مليجرام – استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة أربعة أشهر أخرى، ثم حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم حبة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أيها الفاضل الكريم: هذا هو الترتيب العلمي الدقيق لتناول هذا الدواء، ولتتحصل على فائدته أرجو أن تلتزم بما ذكرته لك.
أشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
منقووووووووووول