استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم
حياتي تتعلق بهذا السؤال:
أنا شاب لست متزوجاً، وفقير مادياً، وعمري حالياً 28 عاماً، ومصاب في خصيتي اليسرى بضمور كامل، وفاقدة لوظيفتها تماماً منذ عدة سنوات، وعندي شهوة، وانتصاب، ولكنه ليس انتصاباً جيداً يسمح لي بالإيلاج عند الزواج، كما أني عقيم، وهذا كلام عدة أطباء متخصصين ذهبت إليهم، وبالتالي يصعب علي الزواج؛ لأني فقير مادياً، بالإضافة إلى ما ذكرته لسيادتكم، فكيف أفضح نفسي؟!
إن أردت الزواج من أنثى فسوف أفضح نفسي، بالإضافة إلى أنها قد ترفضني، وصعب جداً أن أجد أنثى ترضى بحالي، وعلى افتراض أني تزوجت من أنثى في يوم من الأيام، ولم أخبرها بحالي؛ فإنها سوف تعرف بعد ذلك، وقد تطلب الطلاق مني، وهل يكون ذلك خيانة مني؛ لأنني لم أخبرها بحالي قبل الزواج؟
أنا كلما أردت الاستيقاظ؛ لكي أبحث عن وظيفة في الصباح، أجد نفسي أمارس الاستمناء قبل أن أنام أحياناً، فأستيقظ متأخراً، وحتى إن استيقظت مبكراً، أجد نفسي أخرج من البيت، وأزاحم النساء في وسائل المواصلات، ويجلسن بجواري، وأنظر إليهن، وينظرن إليّ، ثم أعود إلى البيت، وأتخيلهن وأمارس الاستمناء، وهكذا حالي.
وحتى إن وجدت عملاً أشعر أنني لن أستطيع أن أواصل فيه، فهل السبب هو الشهوة والرغبة في قضائها من أي طريق حتى ولو بالاحتكاك في بهيمة، أو مؤخرة رجل في وسائل المواصلات، ويكون ذلك بحائل؛ لأنني أخشى من الإيلاج بدون حائل تجنباً لأي أمراض؟ أم أن هذا الذي يحدث قضاء وقدر وليس لي فيه دخل إطلاقاً؟
فهل عند سيادتكم حل؟ أجيبوني بالله بكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لاستبعاد الجانب العضوي في مثل حالتك؛ عليك بإرسال كافة التفاصيل، وهي تحاليل الهرمونات التالية:
– FSH, LH.
– Testosterone.
– prolactin.
– CASA.
مع عمل أشعة دوبللر على الخصيتين، وتوضيح هل هناك انتصاب صباحي جيد أم لا؟ وهل أنت مدخن؟ وهل تتناول أي أدوية بصورة مزمنة؟
وبعد استبعاد الجانب العضوي تتم متابعة الجانب النفسي والذهني؛ لأنه هو السبب في كل ما تعاني.
والله الموفق.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. إبراهيم زهران استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة
وتليها إجابة د. أحمد المحمدي المستشار التربوي
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
بخصوص ما سألت عنه فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولاً: نريد منك ابتداءً أن تصنع ما قاله لك الدكتور إبراهيم، واعلم أن كل داء له دواء، وما عجز عنه الأطباء أمس أصبح اليوم ميسورًا، وقد تقدم العلم تقدماً هائلاً في مثل تلك الحالات، لذلك لا ينبغي عليك أن تيأس من روح الله.
ثانياً: نريد كذلك أن نؤكد لك أنه لا توجد مشاكل دائمة، ولا راحة دائمة، بل هكذا هي الحياة مجبولة على الحسن والقبح، واليسر والعسر:
جبلت على كدر وأنت تريدها ،،، صفواً من الأقدار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها ،،، متطلبٌ في الماء جذوة نار
فالعيش نوم والمنية يقظة ،،، والمرء بينهما خيال سار
وإذا رجوت المستحيل فإنما ،،، تبني الرجاء على شفير هار
وليس أحد خالياً من البلاء، لكن عادة البلاء التنوع، ينتقل من حال إلى حال، من الناس من يبتلى بالمرض، فأقصى أمانيه أن يصح ولو ساعة، ومنهم من يبتلى بالفقر، فأقصى أمانيه أن يغتني ولو برهة من الزمن، وهكذا كل إنسان، مع الملاحظة أن كل من يبتلى يأتيه الشيطان ليوهمه أنه أشد الناس بلاء، وأسودهم حياة، وأنه لا أمل له ولا مستقبل، وهذا -أخي الحبيب- وهْمٌ يريد به الشيطان أن يثبط المرء وأن يعيق حركته.
ثالثاً: ما يحدث معك هو بكامل إرادتك، ومحض تفكيرك، والسبب الذي جعلك تتأخر عن عملك، وتفكر في الاحتكاك هو كثرة تفكيرك في الشهوة، وحرصك على استفراغ جهدك فيها، وهذا أمر خطير، سيؤثر سلباً عليك، فأنت الآن في عنفوان فترة المراهقة، وهذا يحتاج منك إلى مواجهة الشهوة، لا مسايرتها.
رابعاً: الحديث عن أنك مريض، وأن أحداً لن يقبل بك، وأنك تفضح نفسك، هذا كله من خيالات الشيطان يثبطك بها، هناك مئات الحالات أشد منك بمراحل، واستقرت أحوالهم وتزوجوا، فلا تلتفت إلى هذه المثبطات.
خامساً: لا يحل لك -شرعاً- أن تدلس على من أردت الزواج بها، بل يجب عليك أن تبين هذا الأمر، وهو لا يعد فضيحة كما تتوهم، ولكن بعد أن تتأكد من الأمر طبياً، وأن تتأكد بعد ذلك أن المرض لا شفاء منه، أما إذا قيل لك إن العلاج قائم، فالأمر أصبح ميسوراً أكثر، وعلى كلٍ فلا تستبق الأحداث، واعلم أن الأمور حتى في أسوأ حالاتها لها حل.
سادساً: عليك الآن أن تنتبه إلى عملك، وأن تحصل منه ما يعينك على الزواج، واعلم أنك بذلك معانٌ، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف).
سابعاً: اعلم -أخي الحبيب- أن الشهوة لا تموت بالعادة السرية، بل تزيد اشتعالاً بها، وإننا ندعوك أن تدخل على موقعنا؛ لتقرأ عن أضرارها وإدمانها، وكيف أن البعض ممن أدمن عليها وجد صعوبة بالغة بعد الزواج، ولم يستطع أن يتكيف مع زوجه، بل أدى الأمر بالبعض إلى الطلاق والعياذ بالله.
ثامناً: إننا ندعوك حتى تتغلب على هذه الشهوة أن تقوم بعدة أمور:
1- زيادة التدين عن طريق الصلاة (الفرائض والنوافل) والأذكار، وصلاة الليل، وكثرة التذلل لله عز وجل، واعلم أن الشهوة لا تقوى إلا في غياب المحافظة على الصلاة، قال الله: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات} فكل من اتبع الشهوة يعلم قطعاً أنه ابتعد عن الصلاة كما ينبغي، وبالعكس كل من اتبع الصلاة، وحافظ عليها، وأدّاها كما أمره الله، أعانه الله على شهوته.
2- اجتهد في الإكثار من الصيام، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: {يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء}.
3- ابتعد عن الفراغ عن طريق شغل كل أوقاتك: بالعلم، أو المذاكرة، أو ممارسة نوع من أنواع الرياضة، المهم ألا تسلم نفسك للفراغ مطلقاً، وأن تتجنب البقاء وحدك فترات طويلة.
4- ابتعد عن كل المثيرات التي تثيرك، واعلم أن المثيرات -سواء البصرية عن طريق الأفلام، أو السماعية عن طريق المحادثات، أو افتعال الاحتكاكات، أياً من تلك الوسائل- لا تطفئ الشهوة، بل تزيدها سعاراً.
5- ننصحك باختيار الأصدقاء بعناية تامة؛ فإن المرء قوي بإخوانه ضعيف بنفسه، والذئب يأكل من الغنم القاصية، فاجتهد في التعرف على إخوة صالحين، واجتهد أن تقضي معهم أوقاتاً أكثر في الطاعة، والعبادة، والعمل المجتمعي.
6- تجنب -أخي الحبيب- أن تجلس وحدك مطلقاً، ولا تذهب إلى حاسوبك إلا والباب مفتوح تماماً، ولا تخلد إلى النوم إلا وأنت مرهق تماماً.
7- كثرة الدعاء أن يصرف الله عنك الشر، وأن يقوي إيمانك، وأن يحفظك ويحفظ أهلك من كل مكروه، والله المستعان.
نسأل الله أن يغفر لك، وأن يسترك في الدنيا والآخرة.
والله الموفق.
منقووووووووووول