استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 27 سنة، والله إني أكتب لكم وأنا في هم لا يعلمه إلا الله.
ابتليت بالإدمان على العادة السرية، أعملها في اليوم من 3 إلى 5 مرات، والمشكلة الكبرى أني بعيد عن الله، فبعد أن أعملها لا أغتسل، ولا أصلي، ولا أصوم، وأنا والله متضايق منها، ونفسيتي متعبة.
أنا أسكن لوحدي (عزوبي)، وقد يكون هذا الشيء هو أكثر شيء يجعلني أعملها بهذا العدد، وقد حاولت أن أبتعد عنها، والرجوع لصلاتي ولربي، أحاول ولكن للأسف أرجع لها ثانية، وأنسى قراري وإصراري، وترجع لي الضيقة منها والتعب.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد موسى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يعافيك من هذه العادة المقيتة، ويجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.
وبخصوص ما ورد في رسالتك فأحب أن أقول لك –ويعلم الله أني معك صادق، وأني ناصح أمين– أنك تدمر نفسك تدميرًا أشد من تدمير السُّلِّ والسرطان وسائر الأمراض والعلل والأسقام؛ لأن هذه العادة التي تتكلم عنها نوع من الانتحار البطيء، فأنت تقتل نفسك وأنت لا تدري –أخي الكريم محمد– غفر الله لي ولك.
وأعتقد أنك بذلك عدوٌ لنفسك، وأنك تكره نفسك، ولا تُحبُّ نفسك، ولا تُريد لها الخير، ولا تريد لنفسك الستر لا في الدنيا ولا في الآخرة، بالله عليك هل يُعقل أن هناك إنسانا وصل لهذه السن ويعاند ربه سبحانه وتعالى ويدمِّر نفسه لهذه الدرجة؟ أنت رجل عاقل، إذا كانت مشكلة العزوبية أنك تجلس وحدك فما المانع أنك تحاول أن يكون معك أحد، حتى ولو لم يدفع لك شيئًا، إذا كنت رجلاً تعمل (مثلاً) في مكان وحدك، وليس معك أحد فمن الممكن أن تستعين بأحد ليقيم معك حتى ولو لم يدفع شيئًا، حتى يقضي على الوقت والفراغ الذي به تضعف أمام الشيطان ويستحوذ عليك؛ لأن الذي تفعله –يا ولدي– (ورب الكعبة) دمار بمعنى الكلمة، هذا العدد لا يتصوره العقل، أنت بذلك تقضي على نفسك وتدمِّر صحتك بجنون، لأنك تستعجل الأمراض والعلل والأسقام.
القضية ليست قضية أنها حرام أو حلال الآن، وإنما هي أكبر مما تتصور، فالحرمة هذه لا خلاف حولها ولا إشكال فيها يقينًا، لأنها على الأقل (خاصة) وأنك بعدها تقطع علاقتك مع الله تعالى وتقع في معاصٍ كبرى ومن أهمها ترك الصلاة، وأنت تعلم أن ترك الصلاة كفر والعياذ بالله تعالى.
إذًا لا بد أن تكون وقفة مع نفسك، كونك أخذت قرارًا أو يومين ونجحت، هذا معناه بداية خير، ولا تستحقر هذه المدة، فمنها سوف تنطلق بإذن الله تعالى، ابدأ من اليوم وخذ قرارًا -مجرد قراءة كلامي- أن تتوقف، وأصرَّ على ألا تفعل ذلك، وأن تجتهد أن تكون معظم أوقاتك خارج الغرفة، حتى لا يستحوذ عليك الشيطان، وحاول كما ذكرت لك أن تستعين بصديق أو زميل في العمل، أو رجل يريد أن يسكن معك، إذا كنت رجلاً مغتربًا وتعمل في المملكة حاول أن تستعين بأحد يقيم معك، إذا كانت الظروف تسمح؛ لأن وجوده على الأقل سوف تستحي منه ما دمت لا تستحي من الله (يا محمد).
يا محمد (يا ولدي) أنت لا تستحي من الله رب العرش العظيم، وهذا خطر عظيم جدًّا –يا ولدي– معاصي الخلوات (يا ولدي) من أخطر الأمور على علاقة العبد بربه، وعلى ستره في الدنيا وفي الآخرة، فحاول أن تتخلص من هذه المعاصي، وحاول أن يكون معك أحد حتى لا تضعف ويستحوذ عليك الشيطان، نعم أنت تضعف لأنك وحدك، والنبي –صلى الله عليه وسلم– يقول: (إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية) أي البعيدة، وأنت بعيد، لأنك تقيم وحدك، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيت الرجل وحده، وأن يسافر وحده.
فحاول –كما ذكرت لك– أن يكون معك أحد، حتى وإن لم يتيسر فخذ قرارا بالتوقف، وحاول أن تقاوم، وابتعد معظم الوقت عن سكنك، لا تذهب إليه إلا للنوم فقط، ولو أن تقضي معظم الوقت خارج السكن، كأن تكون في المسجد، وتحاول أن تخرج إلى بعض الأماكن العامة، أو تشغل نفسك بالعمل، المهم ألا تكون وحدك بحال، هذه المدة الطويلة التي بها تدمر نفسك.
تب إلى الله تبارك وتعالى، وقل (ربي أنا تارك هذا الذنب من أجلك) لأنك إذا توقفت من أجل الله أعانك الله، أما إذا تركت خوفًا من المرض أو غيره لم يعنك الله، وإنما توقف عنها حياءً من الله وخجلاً من الله وابتغاء مرضاة الله، وثق وتأكد أن الله سيعينك، كما قال الله تعالى: {ويزيد الله الذين اهتدوا هدىً}.
ثم بعد ذلك ابحث عن عوامل ضعفك وتخلص منها، كمسألة أن يكون معك أحد يقيم معك في السكن، أو ألا تدخل السكن إلا عند النوم، عند الحاجة الشديدة للنوم، حتى إنك لتضع جانبك على السرير فلا تتحرك إلا لصلاة الفجر، ثم بعد ذلك تخرج إلى عملك، ولا تمكث طويلاً في دورات المياه، ولا تدخل إلى المواقع المثيرة، إلى غير ذلك، وعليك بعد ذلك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يعينك، وأن يعافيك، وحاول واجتهد في أن تتزوج في أقرب وقت ممكن، حتى تُعان على غض بصرك وتحصين فرجك.
أسأل الله أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، كما أوصيك بالإكثار من الاستغفار، والإكثار من الصلاة على المصطفى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
هذا وبالله التوفيق.
منقووووووووووول