استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد سمعت أن العين والحسد قد لا يأتي تأثيرهما مباشرةً، أو أن تأثيرهما يأتي بالتسلسل، فهل هذا صحيح؟ وإن كان صحيحاً فإذا حسدني شخص في شيء وكان سيأتي تأثير الحسد، ولكن مؤخراً، هل يمكن بالرقية الشرعية منع ذلك التأثير قبل أن يأتي، أم يلزم في الرقية أن يأتي تأثير العين والحسد ثم نقرأ الرقية؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد رحمة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يرد عنك كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، وحسد الحاسدين.
وبخصوص ما ورد برسالتك من أن العين والحسد هل يأتي تأثيرهما مباشرةً أوأن تأثيرهما يأتي بالتسلسل، هل هذا صحيح؟ الواقع هذا ليس صحيحاً؛ لأن هذا الأمر ليست له قاعدة، فالصحابي الذي مرَّ بأخيه وهو يغتسل في عين ماءٍ ما أن نظر إليه حتى ما استطاع أن يخرج من البركة التي كان يغتسل بها، حتى إن الناس أتوا النبي -صلى الله عليه وسلم- يشكون له ما جرى، فقال: (علام يقتل أحدكم صاحبه).
فإذاً هذا لمجرد أن نظر إلى أخيه وهو يغتسل أصابته العين، فعجز عن أن يخرج من الماء إلى خارج البركة، إذاً هذا يدل دلالةً قاطعةً على أن الأمر قد يحدث مباشرةً فعلاً.
تقول: إذا حسدني شخص في شيء، وكان سيأتي الحسد ولكن مؤخراً، هل يمكن للرقية الشرعية علاج ذلك؟ نعم، أن ترقي نفسك بصفة منتظمة، هذا يحول بينك وبين تأثير الحسد فيك، ولكن في الغالب أن الرقية يكون تأثيرها أقوى بعد وقوع الشيء، إلا أنه يجوز أن يستعمل الإنسان رقية نفسه بانتظام، خاصةً المحافظة على أذكار الصباح والمساء، فإن هذه -بإذن الله تعالى- تحول دون تأثير العين أو الحسد، أو المس، أو السحر أو غيره، وهذا يعرف بالتحصين الدائم، فالتحصين الدائم عبارةً عن المحافظة على الصلوات في أوقاتها، المحافظة على أذكار ما بعد الصلاة، المحافظة على أذكار الصباح والمساء، قراءة الرقية الشرعية بانتظام، هذا -بإذن الله تعالى- يحول بينك وبين أن تصيبك هذه الأشياء، إلا إذا شاء الله تبارك وتعالى أن يقدر ذلك، أما ما سوى ذلك فإن هذه العوامل التي أشرت إليها -بإذن الله تعالى- قد تدفع عنك -فعلاً- كل هذه الأمور التي ذكرتها.
تقول: هل يلزم في الرقية أن يأتي تأثير العين والحسد ثم تقرأ الرقية؟ أقول لك: كما ذكرت لا يلزم، وإنما تستطيع -بإذن الله تعالى- أن تحصِّن نفسك تحصيناً دائماً وكاملاً عن طريق ما أشرت إليك به، وهذه المسائل عموماً -كما ذكرت- ليست لها قاعدة معينة، فقد تؤثر العين مع وجود الرقية؛ لأنه قد تكون الرقية ضعيفةً، وقد تكون العين أقوى؛ لأن العين كأي مرض من الأمراض، قد يكون -أحياناً- بعض الفيروسات أقوى من قدرة الإنسان على مواجهته فيُصيب الإنسان، كذلك -أيضاً- العين حق، وقد تكون العين أقوى من الرقية، وليس معنى أن الضعف يكون في الرقية، وإنما يكون في الراقي نفسه؛ لأن هذا كلام الله -تبارك وتعالى- وكلام النبي -عليه صلاة ربي وسلامه- وهو حقيقة عين الحق، ولكن أحياناً قد يكون الراقي ليس على قدر من اليقين الكامل بتأثير هذه الأشياء وقدرتها فيترتب عليه أن تُصيبه هذه الأشياء، كأن يكون إنساناً صحيحاً وسليماً وصحته قوية، ورغم ذلك تجد أن بعض الفيروسات تؤثر فيه، في حين أن غيرها لا يؤثر.
فإذاً أقول: مع اليقين والاعتقاد الجازم بأن كلام الله حق، وأن كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- حق، وأن الرقية الصادقة -بإذن الله تعالى- تدفع هذه الأشياء، فإنه فعلاً تعيش آمناً مرضياً لا تُصيبك هذه الأشياء بسهولة -بإذن الله تعالى- وهذا الذي أنصحك به -أخي الكريم- المحافظة على الأشياء التي أشرت إليها، مع الدعاء الوارد في السنة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو الله -تبارك وتعالى- كل يومٍ بأدعية وكان يحافظ عليها، كما ورد: (اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يديَّ، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي)، وهنالك أدعية كثيرة لو التزمت بها -بإذن الله تعالى- فإنها ستكون في دفع ذلك كله.
أسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، إنه جواد كريم، هذا وبالله التوفيق.
منقووووووووووول