تخطى إلى المحتوى

هيئة الفتوى: لا يجوز الجهاد في سوريا والعراق إلا بإذن من ولي الأمر

هيئة الفتوى: لا يجوز الجهاد في سوريا والعراق إلا بإذن من ولي الأمر
خليجية أفتت هيئة الفتوى أمس بعدم جواز الجهاد في أي بقعة من بقاع العالم ما لم يعلن ذلك ولي الأمر وإلا ستعم الفوضى.
وقالت في فتوى لها «لا يجوز للكويتيين المشاركة في الجهاد بالنفس مع التنظيمات الجهادية في سوريا والعراق وغيرهما إلا بإذن ولي الأمر ، وخلاف ذلك تكون فوضى وفساداً في الأرض».
وكانت الهيئة تلقت أسئلة لإبداء الرأي الشرعي حول مشاركة الكويتيين في الجهاد، ورداً على ذلك أفتت بأن إعلان الجهاد لا يكون إلا بأمر الحاكم، أو من ينوب عنه، لأنه المسؤول عن أمن البلاد والعباد، إلا أن يكون الجهاد فرض عين.
كما حذرت في بيان لها أمس، من المشاركة في الاقتتال خارج البلاد، مشيرة إلى أن الأحداث والمستجدات التي تمر بالعالم عامة والدول العربية والإسلامية خاصة، توجب علينا الحذر واليقظة لحماية بلدنا، ودرء المفاسد ومنع الأضرار العامة والخاصة.
ودعت الشباب وعموم المسلمين إلى الرجوع للعلماء وأهل الذكر للتعرف الى الأحكام الشرعية، محذرة من تكفير المسلمين وتفسيقهم وشق عصا الطاعة والخروج على إجماع الأمة.

أكدت هيئة الفتوى أمس انه لا يجوز للمسلمين اعلان الجهاد على عدوهم من غير المسلمين او مشاركة فيه ما لم يعلن ذلك ولي امر المسلمين، الا ان يكون الجهاد فرض عين.

وقالت الفتوى في بيان لها «لا يجوز للكويتيين المشاركة في الجهاد بالنفس مع التنظيمات الجهادية في سوريا والعراق وغيرهما الا بإذن ولي الامر، وبخلاف ذلك يكون فوضى وفساد في الأرض.

وجاء في نص الفتوى ما يلي:

عرضت الاسئلة التالية على لجنة الفتوى لإبداء الرأي الشرعي فيها، وهي كما يلي:

1 – هل تجوز المشاركة في الجهاد من دون اذن من ولي الامر او من ينوب عنه؟

2 – هل تجوز المشاركة في الجهاد من دون إذن من الوالدين؟

3 – هل يجوز للكويتيين المشاركة في الجهاد بالنفس مع التنظيمات الجهادية في سوريا والعراق وغيرهما؟

4 – هل يجوز لغير الحاكم اعلان الجهاد؟ وهل يشترط في اعلان الجهاد الشرعي موافقة الحاكم؟ ومن الذي يحق له اعلان الجهاد؟

وأجابت الهيئة:

1 – لا يجوز للمسلمين اعلان الجهاد على عدوهم من غير المسلمين، او المشاركة فيه، ما لم يعلن ذلك ولي امر المسلمين، الا ان يكون الجهاد فرض عين.

2 – إذن الوالدين شرط لمشاركة المسلم في الجهاد، ما لم يكن الجهاد فرض عين على المسلمين، كما اذا داهم غير المسلمين ارض المسلمين.

3 – لا يجوز للكويتيين المشاركة في الجهاد بالنفس مع التنظيمات الجهادية في سوريا والعراق وغيرهما الا بإذن من ولي الامر.

4 – اعلان الجهاد لا يكون الا من الحاكم، او من ينوب عنه، لانه المسؤول عن امن البلاد، والعباد، وبخلاف ذلك يكون فوضى وفساد في الارض، الا ان يكون القتال دفاعا عن النفس من اعتداء طارئ، والله تعالى اعلم.

وقالت هيئة الفتوى في بيان للتحذير من المشاركة في الاقتتال خارج البلاد ان الاحداث المستجدة التي تمر بالعالم عامة، وبالدول العربية والاسلامية خاصة، توجب علينا اليقظة والتدبر والتفكر في ما يمليه علينا ديننا القويم، الذي رسم لنا طريق النجاة، من كل المفاسد، والأضرار العامة والخاصة، وفي كل مراحل الحياة، وفي كل الأماكن والازمان.

ولذلك يجب علينا أن نبين للأمة، وبخاصة الشباب منهم، الأمور التالية:

أولاً – يجب على عموم المسلمين الرجوع إلى العلماء أهل الذكر للتعرف منهم على أحكام المسائل الشرعية، وما يستجد منها.

ثانياً – تجب المحافظة والحرص على وحدة الأمة وعدم تفرقها، فقد أوجب الله تعالى على الأمة الإسلامية الاعتصام وعدم التفرق والوقوف صفاً واحداً أمام ما يعترضها من أزمات، وما يصادفها من ابتلاءات.

ثالثاً – مما يجب على ولاة أمور المسلمين حفظ مصالح الرعية، ودرء المفاسد عنها، ومن هنا كان وجوب نصب الإمام أو رئيس الدولة، ليقوم على حراسة الدين، ورعاية الدنيا، وفق كتاب الله تعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإقامة العدل بتطبيق شرعه بين الناس، إذ فيها يأمن الناس على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، وقد أجمع العلماء على أن نصب الإمام واجب.

رابعاً – لقد مرت الأمة الإسلامية – عبر تاريخها الطويل – بأزمات وملمات عديدة، لعل من أبرزها خروج فئات أو طوائف، دأبت على شق عصا جماعة المسلمين، والخروج على الأمة، وهي لا تتورع تحت ذريعة بعض الشعارات والرايات، عن تكفير المسلمين وتفسيقهم، إذا لم ينضووا تحت راتيها، ولم يقبلوا الانصياع لتعاليمها، وهم يسفكون في سبيل ذلك الدماء، ويخوضون فيها، من دون أن يحسبوا حساباً للعواقب، ولو كان في ذلك دمار الأمة، وإضعاف شوكتها، وذهاب ريحها، من دون مراعاة للظروف السيئة التي تعاني منها الأمة، وبذلك يكونون عبئاً عليها بدل أن يكونوا عوناً لها على أعدائها. ولا شك في أن ما يفعله هؤلاء هو مما يُحرمه الإسلام، ولا تُقره الشريعة الإسلامية.

وحذرت الفتوى الجميع، وبخاصة الشباب، من الانخراط في هذه الفئات المنحرفة، التي ساهمت في جر الأمة إلى المزيد من الاقتتال، وعليهم عدم الأخذ بالأقوال والآراء الشاذة، والابتعاد عن التطرف والغلو، وألا يسلكوا سبيل العنف، وشق الصف.

عناصر لبناء الأمة

أوصت الفتوى شباب الأمة بتقوى الله تعالى، وأن يكونوا عناصر صالحة في بناء أمتهم ورقيها، وألا يكونوا معولاً يعمل على هدمها وإضعافها.

وناشدت الفتوى الشباب بالتروي والحكمة، والسمع والطاعة في المعروف لولاة الأمور في بلادهم، وأن يتجنبوا الفتن ولا يكونوا سبباً في إثارتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.