لا تنس و أنت تترقب ليلة القدر، أن تترقب كل من:
١) قدْرك عند الله: الذي بالتأكيد تستطيع تخمين شيئا منه إذا حاسبت نفسك، وراجعت ذنوبك، وطاعاتك، وطهارة قلبك، وتزكية نفسك.
٢) قدْرك عند الناس: ومقياسه أخلاقك، فكلما زاد نُبل أخلاقك، ورفقك بهم، والمسارعة في تقديم الخير، والعون لهم، وحلمك، واحترامك لهم، زاد قدرك، والعكس صحيح.
٣) قدْر الله عندك: خوفك وخشيتك منه، ورجائك وحُسن ظنك فيه، وإجلالك، وتعظيمك له، ولشعائره، سبحانه.
٤) قدْر الناس عندك: احترامك لهم، لمشاعرهم، وحاجاتهم، لضعفهم، وزلاتهم، هل أنت رحيم بهم، مُترفق، حسن الخلق، جميل المعشر، طيب القول؟ أم فظ، غليظ، مستهزىء، قاسي، يتجنب الناس أذى أفعالك، وأقوالك؟
٥) وبين كل ذلك، وخلاله: هناك نسيج يتناغم، وخط يتقاطع وهو قدْرك عند قدوتك، وأسوتك، و نبيك، ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وقدْره عندك، اتباعك لسنته، لسعيه، لتقواه، لهديه، ولصبره وأخلاقه "التى كانت القرآن".
هذه المعايير، والمقاييس جوهرية، ومحورية، وعلامات هدى، ومحاسبة في طريقك نحو معرفة ذاتك الحقيقية، إذ أنّ معرفتك بحقيقة، وجوهر علاقتك بالخالق، والنبي الأمين، والمخلوقين، ثم الاجتهاد في إصلاحها، وتحسينها، ومعالجة أي خلل بها هو أعلى "قدْر"، وأسمى درجات الإيمان، والإنسانية.
اللهم إنك عفو، تحب العفو، فاعفُ عنا.