أصبحت اليمن في الأونة الأخيرة ساحة للصراع بين القوى الكبرى في الشرق الاوسط، فالطائرات السعودية قصفته في محاولة منها لتقليص الرقعة التي يسيطر عليها الحوثيون، كما اتجهت السفن الحربية المصرية نحو سواحله لدعم ذلك.و اوضحت صحيفة الواشنطن بوست في مقال نشرته على موقعها الالكتروني، أن تلك الخطوة "تزيد العلاقات بين ايران الشيعية التي تدعم الحوثيين كلما اتسعت رقعة سيطرتهم و السعودية الدولة السنية الاكبر في الشرق الاوسط". مضيفة ان هناك "احتمال كبير لإرسال قوات برية حيث ستواجه مقاومة شديدة من الحوثيين المدعومين بقوة من جيش اليمن و رئيسه السابق علي عبدالله صالح".و قال مسؤولون أمريكيون للصحيفة، إن "الحرب البرية في اليمن غير متوقعة حتى لو حشدت السعودية قواتها على طول الحدود اليمنية. فاستخدام القوات البرية مستبعد الا في حال حماية هادي و حكومته و ذلك على افتراض انه يستطيع العودة الى اليمن".الابلاغ والتخطيطوأكد مسؤولون أمريكيون و خليجيون أن السعودية، أبغلت الادراة الامريكية و حلفائها في دول الخليج ، أنها بصدد شن عملية عسكرية في اليمن، حيث عولت كثيرا على صور المراقبة الأمريكية لتحديد مناطق الاستهداف. و أمضت السعودية أياما في التخطيط لهذه الضربات الجوية إلا انها لم تصرح بذلك حتى يوم الاربعاء الماضي، من منطلق أن السيطرة على عدن -الميناء الجنوبي الرئيسي للبلاد – ستقضي على أي فرصة للإنهاء المبكر لتجزئة اليمن، كما ان استعادة السيطرة عليها أمر مهم لإعادة حكومة عبد ربه منصور هادي.و رفض المسؤولون التنبؤ بمدة العملية العسكرية، مؤكدين أن الامر مرهون بأن يقنع القصف الجوي الحوثيين بالجلوس على طاولة المفاوضات والتي رفضوها منذ الصيف الماضي حين بدأوا بالسيطرة على البلاد.ضبابية الموقف الإيرانيو قالت الصحيفة، إن موقف إيران غير واضح فيما يتعلق بالرد على ما قامت به السعودية و حلفائها ، فقد صرّح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن بلاده لن تتأخر عن أي محاولة لإحتواء الأزمة في اليمن. لكن وكالة رويترز الاخبارية نقلت قول مسؤول ايراني رفيع المستوى ان "التدخل العسكري الايراني ليس خيارا مطروحا".مبررات الجمهوريينو في سياق مختلف، أكدت الصحيفة ان المسؤولين الأمريكيين و السعوديين ردوا بحدة على ما قاله كبار المشرعين الجمهوريين، بأن السعودية لم تعلم بلادهم بالعملية العسكرية حتى اللحظة الأخيرة، معزين السبب بأن السعوديين لم يعودوا يثقون في الادارة الأمريكية المصرة على الحفاظ بعلاقات جيدة مع ايران. فقد خاضت الولايات المتحدة الأمريكية في الأيام الأخيرة سلسلة من المفاوضات المكثفة مع ايران للوصول الى اتفاق يمنعها من تطوير سلاحها النووي.و قال مسؤول أمريكي رفيع المستوى، إن الولايات المتحدة الأمريكية ترى أن "التدخل السعودي في اليمن أمر إيجابي، فنحن لا نرغب برؤية تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يؤسس نفسه متصدرا المعارضة السنية للحوثيين. لذلك فالولايات المتحدة الأمريكية مستعدة لتقديم المساعدات الاستخباراتية و بيانات الدعم المهمة للعملية لتثبت لحلفائها الخليجيين أن الادارة الأمريكية مستعدة للتغاضي عن مفاوضتها مع ايران".
واشنطن بوست: السعودية تنفذعاصفة الحزم بمعلومات أمريكية