وسائل إزالة تعلق القلب بالذنب
"بسم الله الرحمن الرحيم "
والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلوات ربي وسلامه عليه وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …
" وسائل إزالة تعلق القلب بالذنب "
ينبغي على كل ذي لُبًّ وفطنة أن يحذر مغبة المعاصي وعواقب الذنوب؛ إذ أن الذنوب سموم مهلكة، ولها تأثيرات قبيحة، ومرارتها تزيد على حلاوتها أضعافًا مضاعفة، والعاقل من أعد لنفسه زادًا يتوصل به إلى ربه؛ فإنه ليس بين العبد وبين الله – تعالى – قرابة ولا رحم؛ وإنما هو سبحانه قائم بالقسط حاكم بالعدل؛ فمع أنه غفور رحيم، لكنه ذو عذاب أليم! فالحذر الحذر !!
– ومن الأسباب التي تزيل أثر تعلق القلب بالذنب ما يأتي :
أولاً : اعلم أن الذنب إما أن يكون: بسبب الغفلة؛ فطريق علاجه العلم .
فعلى التائب أن يسلك طريق الهداية من تَعَلُّم العلم، وتعليمه، والدعوة إليه، والعمل به، ويعتقد أن الذنوب مضرة يجب تركها، ويتذكر إنذارات القرآن الكريم ووعيده للعاصين، وما جرى للعصاة على اختلاف الأمم بسبب ذنوبهم .
وإن كان الذنب بسبب غلبة الشهوة ونوازع النفس، فطريق علاجه الصبر واحتساب الأجر عند الله – تعالى – وما أطفأ العبدُ جمرة الغضب والشهوة بمثل الوضوء والصلاة، فليتوضأ وليصل وليعمر أوقاته بتقوى الله، ويزكي نفسه بطاعته – تعالى – ويطهرها من خبائث الأخلاق وذميم الخصال .
ثانيًا : أن يعتصم بالله :
فمن اعتصم به – سبحانه – ولجأ إليه في كل أحواله تولاه ونصره على عدويه اللذين لا يفارقانه أبدًا، وهما النفس والشيطان الرجيم، ولم يخذله أبدًا؛ قال – تعالى : "وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" [آل عمران: 101].
وأن يعتصم بحبل الله : وهو القرآن الكريم ويعمل بأوامره وأحكامه، ويهتدي به ويداوم على تلاوته وتدبره والاتعاظ بأخباره .