رست سفينة تُقِلُّ مئات المهاجرين غير الشرعيين معظمهم من سوريا على السواحل الجنوبية لإيطاليا بسلام بعد هروب طاقمها في عرض البحر. ووصفت صحيفةُ "التليجراف" البريطانية القارب بـ"سفينة الأشباح"، مشيرة إلى أن خفر السواحل الإيطالي تمكن من إنقاذ السفينة وقيادتها إلى الشاطئ. وقالت الصحيفة إن السفينة وتسمى "عز الدين" كان على متنها 450 مهاجرًا، معظمهم سوريون، وكان من بينهم أطفال ونساء، قد رست في ميناء كوريليانو كالابرو الإيطالي بعد عملية دقيقة قامت بها البحرية الإيطالية. وأضافت الـ"تليجراف" أن ستة من خفر السواحل الإيطالي تم إنزالهم من طائرة هليكوبتر على سطح السفينة التي تحمل علم سيراليون للسيطرة عليها، بينما كانت على بعد 80 ميلا بحريًّا من السواحل الإيطالية. وأشارت الصحيفة إلى أن عملية الإنقاذ هي الأحدث في سلسلة من العمليات قامت بها البحرية خلال الأيام الأخيرة، بينما تكافح السلطات الإيطالية لمواجهة موجة غير مسبوقة من المهاجرين الذين يقومون برحلات خطرة عبر المتوسط. وكانت السلطات الإيطالية قد تمكنت الأسبوع الماضي من توقيف قارب "أشباح" آخر يقل حوالي 800 مهاجر على متنه بعد هروب طاقمه. وقالت الصحيفة إن الحادثتين تُثيران المخاوف من تنامي هذا النوع من العمليات، وهو ما يشكل خطورة كبيرة، حيث تترك القوارب بدون طاقم تواجه مصيرها في عرض البحر، وهو ما يٌعرض حياة المئات للخطر. وقالت الصحيفة إن القارب مخصص في الأساس لنقل الماشية، وكان في طريقه من قبرص التركية إلى ميناء سيت في فرنسا، ولكنه توقف في ميناء طرطوس بسوريا. وتم رصده من قبل خفر السواحل الإيطالي بعد أن تمكنت سيدة من المهاجرين من استخدام جهاز الاتصال في السفينة، وأبلغت حرس السواحل بأن طاقم السفينة قد هرب، وتركهم يواجهون مصيرهم في عرض البحر المتوسط، وفقًا لفيليبو ماريني المتحدث باسم البحرية الإيطالية. وأضاف ماريني أن السيدة كانت تصرخ وتبكي، وتقول: "نحن وحدنا ولا أحد يساعدنا لقد هرب الطاقم"، مشيرًا إلى أن الوقود نفد من السفينة، وبعد ذلك تم إنزال مجموعة من خفر السواحل على متن القارب للسيطرة عليه لحين وصول قوارب البحرية".